جنيف - أ ف ب - تشكل الثورات المتوقع ان يشهدها القرن ال21 خصوصاً في مجال الاتصالات والتكنولوجيا محور منتدى دافوس الاقتصادي العالمي ال30 الذي يفتتح الخميس جنوب شرقي سويسرا بمشاركة ثلاثين رئيس دولة وحكومة بينهم الرئيس الاميركي بيل كلينتون. وكعادتها كل سنة، حرصت السلطات المحلية والفيديرالية السويسرية على احاطة الاجتماع الذي يستمر من 27 كانون الثاني يناير الى 1 شباط فبراير في المنتجع الألبي، بإجراءات أمنية مشددة. فبالاضافة الى المئات من رجال الشرطة، سيتم نشر 70 جندياً لحراسة الجسور والأنفاق والمنشآت الكهربائية في دافوس، حيث تخشى السلطات من تكرار تظاهرات مناهضة للعولمة كتلك التي نُظّمت اثناء انعقاد المؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة الدولية في مدينة سياتل الاميركية في كانون الأول ديسمبر الماضي، وان كان المراقبون يعتبرون تنظيمها متعثراً. وتحت عنوان "بداية جديدة: التمايز"، تتركز المواضيع التي سيبحثها المنتدى الأول في القرن الجديد على مسائل متعلقة بالعولمة، من الاقتصاد الى الثقافة، مروراً بالاتصالات. وقال كلود سماديا، المدير العام للمنتدى: "علينا ان نعمل في شكل تنعكس معه العولمة بالفائدة على العدد الأكبر من الاشخاص بدلاً من استبعادهم". وسيتركز عدد كبير من حلقات النقاش على ثورات التكنولوجيا الحيوية وتكنولوجيا المعلومات التي غيرت العالم خلال بضع سنوات. وسيكون "مستوى المعيشة" من المواضيع الاخرى التي سيتم بحثها خلال ما لا يقل عن 95 جلسة بالاضافة الى دور الولاياتالمتحدة كقوة عظمى وحيدة، واندماج الصين في "النموذج الاجتماعي الجديد" في آسيا. ومن المشاركين في المنتدى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك، والرئيس الاندونيسي عبدالرحمن وحيد. كما تشارك فيه 15 منظمة غير حكومية نافذة متخصصة. وستكون مشاركة كلينتون المقتضبة في 29 كانون الثاني يناير من الاحداث المنتظرة في المنتدى. وقدمت منظمة سويسرية غير حكومية احتجاجاً امام احدى المحاكم بسبب منعها من الاحتجاج في ذلك اليوم. ورفضت بلدية دافوس السماح بالتظاهرة، لكنها سمحت بتنظيم تجمع في اليوم التالي، بعد رحيل كلينتون. وقالت المنظمة المناهضة لمنظمة التجارة الدولية ان الرفض "يُظهر الوجه الحقيقي للمنتدى العالمي، حيث الانتقاد مسموح فقط في اوساط النخبة". ودعت منظمة اخرى للتظاهر في 29 كانون الثاني استمراراً لتحرك سياتل. لكن المراقبين يؤكدون انه على رغم وجود حال استنفار شبيهة بما ساد خلال مؤتمر سياتل، الا انه سيكون من الصعب عملياً التظاهر في دافوس. اذ انه خلافاً لما تتميز به سياتل، فان وسائل النقل البرية والقطارات التي تصل الى دافوس محدودة. فمنطقة غريزون بعيدة عن كل شيء وطرقاتها غالباً ما تكون مغطاة بالثلوج. كما ان نفقات الاقامة فيها تتجاوز إمكانات المتظاهرين.