أقفرت شوارع منتجع دافوس الجبلي امس واغلق معظم المحلات والمطاعم، فيما منعت قوات الأمن سير الحافلات العامة والسيارات في الشارع الرئيسي، ومنعت دخول وخروج القطارات من السابعة صباحاً حتى الخامسة بعد الظهر، ضمن سلسلة اجراءات لعزل البلدة عن العالم الخارجي، ومنع وصول المتظاهرين المناهضين للعولمة للاحتجاج على انعقاد "المنتدى الاقتصادي العالمي 2001". وعلى رغم الاجراءات المشددة واقفال المعابر والطرقات ونصب الحواجز المعززة والجنود المدججين بالسلاح، وتحليق طوافات عسكرية لرصد تسلل اي من المتظاهرين عبر الغابات والجبال، فإن حوالى 400 شخص، منهم من قضى الليلة الماضية على علو ألفي قدم في الثلوج، نجحوا في التجمع في الشارع الرئيس في دافوس حيث تصدت لهم قوات مكافحة الشغب مستخدمة مدافع المياه والقنابل المسيلة للدموع وهددتهم باستخدام الرصاص المطاطي. واندفعت آليات الشرطة لحمل المتظاهرين المسالمين على التراجع والتفرق، في حين سد الجنود الشوارع الفرعية لمنع عودة المتظاهرين. ويعتقد ان الاجراءات غير المألوفة التي اتخذتها اجهزة الأمن السويسرية، تعود الى الانزعاج الرسمي الذي سببه تحذير وزارة الخارجية الاميركية رعاياها من القدوم الى دافوس واعتبارها منطقة خطرة، وهذا يعني مستقبلاً مقاطعة اميركية رسمية اذا تكرر وقوع المجابهات العنيفة خلال الاعوام المقبلة، واضعاف أهمية منتدى دافوس السنوي. ودارت مواجهات ايضاً في مدينة لانغفارت التي تبعد 45 كلم عن دافوس وأوقفت الشرطة فيها القطارات والحافلات التي كانت تقل أكثر من ألف متظاهر نزلوا الى شوارع المدينة واصطدموا بقوات الأمن. كما ان السلطات السويسرية اتخذت اجراء غير معهود، بإقفال الحدود مع ايطاليا عند معبر كياسو أول من امس، وأوقفت جماعات كبيرة من المتظاهرين الايطاليين الذين كانوا يسعون الى الانضمام الى التظاهرة التي حدد موعدها أمس، قبل ان تعود السلطات وتلغيها الثلثاء. وعمد رجال الشرطة السويسريون الى رد القادمين الايطاليين على أعقابهم ومنعهم من دخول البلاد. ويتخوف المسؤولون في دافوس من احتمال وقوع مجابهات جديدة ويعتبرون ان المتظاهرين لا يزالون قادرين على إحداث مفاجآت عدة في الأيام الثلاثة المقبلة قبل انتهاء المنتدى.