في إطار جهوده الرائدة في المجال الإنساني؛ شارك مشروع "مسام" لنزع الألغام في اليمن، اليوم الإثنين، في منتدى الرياض الدولي الإنساني الرابع، الذي ينظمه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وجاءت هذه المشاركة في المنتدى الذي يُعد منصة عالمية لتعزيز الحوار حول العمل الإنساني والتنموي، لتقديم عرض شامل حول الجهود التي يبذلها المشروع منذ انطلاقه عام 2018م، حيث نجح في نزع أكثر من 482,637 لغمًا وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، تطهيرًا لمساحات واسعة من الأراضي اليمنية التي كانت مهددة بالموت والدمار بسبب الألغام. إشادة وتكريم بجهود "مسام" الإنسانية وفي إطار التقدير الدولي لمساهماته الكبيرة، حظي مشروع "مسام" بتكريم خاص من مكتب حقوق الإنسان في محافظة مأرب، وذلك بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي لحقوق الإنسان، وخلال حفل التكريم، أشاد وكيل محافظة مأرب عبدربه مفتاح بالدور الريادي الذي لعبه المشروع في إنقاذ آلاف المدنيين من خطر الألغام، مؤكداً أن المشروع لم يقتصر على إزالة الألغام فقط، بل ساهم في تعزيز الأمن والاستقرار وإعادة الحياة لمناطق واسعة كانت غير صالحة للسكن. من جهته، أكد مدير مكتب حقوق الإنسان بمأرب، عبدربه جديع، أن مشروع "مسام" أصبح نموذجاً يُحتذى به في مجال نزع الألغام، مشيراً إلى أن الفرق الهندسية التابعة للمشروع تمكنت من تطهير أكثر من 65 مليون متر مربع من الأراضي اليمنية، وهو إنجاز غير مسبوق في ظل التحديات الأمنية واللوجستية التي تواجه فرق العمل الميدانية. منتدى الرياض.. منصة لعرض تقنيات نزع الألغام وشهد جناح "مسام" في منتدى الرياض إقبالاً كبيراً من المشاركين، حيث عرض الفريق المختص المعدات والأدوات المستخدمة في كشف الألغام، إلى جانب نماذج حقيقية للألغام التي تم نزعها من الأراضي اليمنية، كما تم عرض أفلام تسجيلية وثّقت عمليات تطهير الأراضي، وتقديم شروحات تفصيلية حول آلية التعامل مع الألغام التي زرعتها مليشيات الحوثي بشكل عشوائي، مما جعلها تهدد حياة الأطفال والمزارعين والمدنيين. وأكد مدير عام مشروع "مسام" الأستاذ أسامة القصيبي أن العمل الإنساني في مجال نزع الألغام يتطلب جهودًا متواصلة، مشيرًا إلى أن الفرق الهندسية للمشروع استطاعت منذ انطلاقه وحتى 21 فبراير الجاري نزع أكثر من 321,576 ذخيرة غير منفجرة، و146,134 لغمًا مضادًا للدبابات، و8196 عبوة ناسفة، و6731 لغمًا مضادًا للأفراد، وهو ما يعكس حجم الجهود المضنية التي تبذل لحماية المدنيين. وزير يمني: مشروع "مسام" أنقذ آلاف اليمنيين من الموت والإعاقات وفي حديث سابق؛ أكد وزير الشؤون القانونية وحقوق الإنسان في الحكومة اليمنية، أحمد عرمان، أن المشروع لعب دورًا بارزًا في إنقاذ آلاف اليمنيين من الموت والإعاقات الناجمة عن الألغام المزروعة في المناطق المحررة. وأضاف أن المشروع قدم إضافة نوعية لجهود التحالف في اليمن، إذ تعامل بمهنية عالية مع مختلف أنواع الألغام، سواء التقليدية منها أو المطورة، مشيراً إلى أن الرئيس اليمني الدكتور رشاد العليمي منح المشروع وسام الشجاعة، وهو أعلى وسام في الجمهورية، تقديرًا لدوره الإنساني والبطولي في نزع الألغام وحماية المدنيين. وفي سياق متصل، انتقد الوزير اليمني السياسات الناعمة التي انتهجتها الأممالمتحدة تجاه انتهاكات مليشيات الحوثي، مشيرًا إلى أن الألغام الحوثية تسببت في سقوط أكثر من 880 قتيلًا وآلاف الجرحى منذ بداية الحرب في 2015، مع استمرار سقوط الضحايا حتى اليوم بسبب غياب خرائط تحدد مواقع الألغام. "مسام".. نموذج ريادي في العمل الإنساني لا يقتصر دور "مسام" على نزع الألغام فحسب، بل يشمل أيضًا التوعية بمخاطرها وتدريب الفرق المحلية على كيفية التعامل مع المتفجرات، مما يضمن استدامة العمل واستمرار الجهود حتى بعد انتهاء المشروع، كما أن المشروع يقدم دعمًا مباشرًا للأسر المتضررة، من خلال إعادة تأهيل المناطق السكنية والزراعية، ما يعزز الاستقرار في المناطق المحررة. في ظل التحديات الأمنية والإنسانية التي تواجه اليمن، يبقى مشروع "مسام" نموذجًا مضيئًا للعمل الإنساني، حيث يواصل فرقه الميدانية عملها بكل تفانٍ في سبيل إنقاذ أرواح المدنيين وتطهير الأراضي اليمنية من خطر الألغام. ومع استمرار الجهود السعودية في تقديم الدعم، يُتوقع أن يحقق المشروع المزيد من الإنجازات التي ستساهم في إعادة الحياة إلى المناطق المتضررة، وتمهيد الطريق نحو مستقبل أكثر أمانًا واستقرارًا لليمنيين.