أكدت دولة الامارات ان أحداث الحادي عشر من أيلول سبتمبر تسببت في تراجع أسعار النفط في الأسواق الدولية بنسبة 30 في المئة، ودعت الى تفعيل الحوار بين المنتجين والمستهلكين لإعادة التوازن الى السوق النفطية، وبناء الثقة لدى المستثمرين في مجال الطاقة. وقال وكيل وزارة النفط والثروة المعدنية ناصر الشرهان في افتتاح المؤتمر السادس لخبراء الطاقة، الذي تنظمه وكالة الطاقة الدولية بالتعاون مع الوزارة والأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في أبوظبي، "ان أسواق الطاقة شهدت تراجعاً كبيراً منذ 11 أيلول الماضي وهبطت بما يقارب 30 في المئة نتيجة لضعف الطلب الدولي على الطاقة بعد التراجع الذي أصاب الاقتصاد الدولي خصوصاً في الولاياتالمتحدة". ولفت الى ان الأسعار تراجعت من 25 الى 18 دولاراً للبرميل على رغم استمرار منظمة "أوبك" في جهودها للحد من هذه التقلبات وإعادة التوازن الى السوق. وقال الشرهان: "ان تقلبات الأسعار وتدنيها الى مستويات غير مقبولة تضر بخطط المنتجين التنموية وتخلق جواً من عدم الثقة لدى المستثمر في مجال الطاقة ما قد يتسبب في شح الامدادات والإضرار بمصالح المستهلكين مستقبلاً". وأضاف: "ان تقلبات الأسعار وعدم وضوح الرؤيا عجلت باندماج بعض الشركات وخروج بعضها من السوق". وأشار الى ان استمرار عملية الحوار بين المنتجين والمستهلكين يُسهم في ايجاد جو من الثقة والتفاهم وبناء الثقة بين الطرفين بما يخدم المصالح المشتركة ويؤمن امدادات مستقرة للمستهلك وعائدات مجزية للمنتجين. وشدد وكيل وزارة النفط الاماراتية على أن استمرار بعض حكومات الدول المستهلكة بفرض ضرائب مرتفعة على المشتقات النفطية تحت مختلف الذرائع، منها المحافظة على البيئة والحد من ظاهرة تغيير المناخ، سيؤثر سلباً في الطلب الدولي على النفط، ويلحق الضرر بمصالح المستهلك النهائي بسبب سعي الحكومات لتحقيق عائدات مالية أضعاف ما تجنيه الدول المصدرة للنفط الخام. وقال: "ان الحوار بين المختصين في مجال الطاقة من الطرفين تطور بشكل ايجابي منذ انعقاد الاجتماع الأول في باريس عام 1992 وساعد على ايجاد أجواء أفضل للتفاهم بين المنتجين والمستهلكين". وأكد ان استمرار هذا الحوار سيخدم المصالح المشتركة للطرفين ويؤمن امدادات طاقة مستقرة للمستهلك وعوائد مجزية للمنتجين والمستثمرين في الصناعة النفطية. ومن جانبه قال السيد عجلان علي الكواري الأمين العام المساعد لمجلس التعاون لدول الخليج العربية للشؤون الاقتصادية: "ان استقرار سوق النفط العالمية يواجه مرة أخرى اليوم خطر تباطؤ النمو الاقتصادي الدولي". وحض على ضرورة تعاون جميع المنتجين من أوبك وخارجها من أجل استقرار السوق. ونوه الكواري بالتعاون بين المنتجين الذي برز في اجتماع القاهرة نهاية الشهر الماضي لخفض الانتاج بواقع 1.5 مليون برميل من الدول المنتجة الأخرى. وأكد على ضرورة استمرار التعاون بين المنتجين والمستهلكين من أجل استقرار السوق، ولفت الى أن عوامل السوق الأساسية لا تكون دائماً شفافة بحيث تسهل قراءتها كما نريد. وتتركز أعمال المؤتمر، الذي يستمر يومين، على درس تطورات أسواق النفط والطاقة في العالم حتى سنة 2020 والطلب والنمو الاقتصادي الدولي وامدادات النفط والغاز، واستخدامات الغاز الطبيعي في توليد الطاقة، ومستويات المخزونات والعولمة وتأثيراتها في أسواق الغاز وتطورات أسواق الغاز المسال وتكنولوجيا صناعة الغاز.