بدأ الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان زيارة لطهران تستمر يومين، يجري خلالهما محادثات تركز على اعادة اعمار افغانستان، ودعم الحكومة الافغانية الموقتة برئاسة حميد كارزاي. وكان أنان زار كابول، في وقت أكدت الحكومة الموقتة انها لن تعارض بقاء القوات الأميركية فترة طويلة، واتهمت باكستان بإيواء قياديين في حركة "طالبان". وتكتسب محادثات انان في ايران اهمية قصوى، في ظل التنافس بين القادة المحليين في المناطق المحاذية لحدودها، والذي ترافق مع اتهام طهران بدعم بعضهم على حساب آخرين، ما اعتبرت اوساط الحكومة الموقتة انه يشكل خطراً على استقرار افغانستان. ووصل انان الى طهران آتياً من كابول حيث حضر اعلان رئيس الحكومة الموقتة تشكيل لجنة باشراف الأممالمتحدة، مكلفة الدعوة الى اجتماع مجلس اعيان لتأليف حكومة انتقالية تتولى الاشراف على انتخابات في غضون سنتين، عملاً باتفاق بون بين الفصائل الافغانية. وأعلن انان ان الأممالمتحدة طلبت من الدول المجاورة لافغانستان عدم التدخل في شؤون هذا البلد، وتفادي تكرار اخطاء الماضي. واضاف: "اعتقد ان معظم هذه الدول بدأ يدرك ان من مصلحته وجود افغانستان مستقرة، يعمها السلام وتقيم علاقات طبيعية مع الدول المجاورة لها". كما تعهد ممارسة ضغوط على الدول المانحة لتنفيذ تعهداتها المالية ازاء افغانستان. في المقابل، حرص كارزاي على المطالبة بتوسيع انتشار القوة الدولية المكلفة حفظ الأمن في كابول، ليشمل مناطق خارجها، في حين اثارت أنباء عن اشتباك بين القوات الأميركية وعناصر من "القاعدة" و"طالبان" جنوبافغانستان، تكهنات عن وجود تجمعات لا يستهان بحجمها لمقاتلي التنظيم والحركة. وقال كارزاي في مؤتمر صحافي مع الامين العام ان "كثيرين من الأفغان جاؤوا لزيارتي الشهر الماضي، وطلبوا نشر القوة الأمنية الدولية في المناطق الافغانية الأخرى". تزامن ذلك مع اعلان وزير الخارجية الافغاني عبدالله عبدالله في محاضرة ألقاها في واشنطن، انه يؤيد توسيع عمليات القوة المتعددة الجنسية الى خارج كابول، لتشمل خصوصاً المدن الكبرى. واعتبر ان الحملة على الارهاب التي اطلقتها الولاياتالمتحدة "لم تنته بعد ولم تحقق اهدافها بالكامل، ولا بد من مواصلتها". ولم يعارض وجود الأميركيين فترة طويلة في بلاده، وقال: "اذا كان ذلك ضرورياً في اطار الحملة على الارهاب او للحفاظ على الاستقرار في افغانستان، لِمَ لا؟". واتهم باكستان بايواء قياديين بارزين في "طالبان"، داعياً اسلام اباد الى "تنظيف بيتها لأن العناصر الذين دعموا طالبان فترة طويلة، ما زالوا في باكستان وهم اقوياء ومسلحون". واعرب عن اعتقاده ان زعيم "القاعدة" اسامة بن لادن لا يزال حياً. الحجاج الباكستانيين في غضون ذلك، تواصلت الجهود الباكستانية لمطاردة عناصر تنظيم "القاعدة". وعلمت "الحياة" أمس أن فريقاً من مكتب التحقيقات الفيديرالي أف بي آي، وصل إلى باكستان قبل أيام، وبدأ بالتنسيق مع السلطات في تفتيش الحجاج الباكستانيين المتجهين إلى الديار المقدسة، خشية تخفي بعض عناصر "القاعدة" أو حركة "طالبان" الأفغانية بين الحجاج للهرب. وافاد شهود في مطار كراتشي ان اشراف الأميركيين على التفتيش ومشاركتهم فيه، أثار تذمر هؤلاء الحجاج. جاء ذلك في وقت كثفت القوات الاميركية مطاردتها فلول "القاعدة" في شرق افغانستان، فيما اغارت طائراتها على مخابئ اسلحة في الجنوب. واعلنت بريطانيا عزمها على نشر قوات في قاعدة جوية في كازاخستان في اطار عمليات مكافحة الارهاب، في حين افادت مصادر عسكرية ان سفناً حربية فرنسية اعترضت اكثر من 600 سفينة في بحر العرب، وفتشتها، في اطار البحث عن مطلوبين فارين. ووصل وفد من الكونغرس الى قاعدة غوانتانامو الاميركية في كوبا، للتحقيق في ظروف اعتقال الأسرى المنتمين الى "القاعدة" و"طالبان"، في حين حرصت واشنطن على اعطاء مؤشرات الى حسن معاملتها هؤلاء بعد انتقادات واسعة، واستقدمت ضابطاً اميركياً من اصل بنغالي ليؤم الصلاة في الاسرى راجع ص 7.