أكد الرئيس جورج بوش ان زعيم "القاعدة" اسامة بن لادن "لن يفلت من الولاياتالمتحدة" التي ستطارده الى ان تعرف مكانه وتقتاده الى العدالة. راجع ص 2و3و4 وجاء هذا التأكيد في وقت بدا ان المطاردة الاميركية لبن لادن تواجه مأزقاً تجسد في محاولات الحكومة الافغانية الموقتة اقناع واشنطن بوقف الغارات الجوية عبر الايحاء بأن "الكرة باتت في ملعب باكستان"، فيما حذرت اسلام آباد الولاياتالمتحدة من انها قد لا تتمكن من تقديم الدعم اللوجستي المطلوب لحملتها في ظل تصاعد ازمتها مع نيودلهي. وذكرت مصادر أميركية أن إدارة بوش تعمل في إطار فرضية أن زعيم "القاعدة" لا يزال في أفغانستان، على رغم أن الأجهزة الأمنية التي تطارده لا تستبعد احتمالات أخرى. علماً أن وزير الخارجية الباكستاني عبد الستار أبلغ "رويترز" خلال مأدبة عشاء بالقصر الجمهوري انه لا يستبعد احتمال ان يكون بن لادن موجوداً في باكستان. وقال: "لا يمكني القول ان هذا مستحيل. لدينا قوات كبيرة على الحدود مع افغانستان في الوقت الراهن. واذا جاء الى اي مدينة او بلدة فقد يتم التعرف إليه وتسليمه. ومع ذلك فان لبلادنا حدوداً طويلة تمتد لآلاف الكيلومترات طولاً". وفي وقت تحاول القيادة الاميركية اقناع القادة البشتون المتعاونين معها شرق البلاد بدفع مقاتليهم الى مناطق نائية في الجبال الواقعة على الحدود الباكستانية - الافغانية للبحث عن زعيم "القاعدة" ورفاقه، تعرضت قاعدة للقوات البشتونية في جلال آباد لقصف مجهول المصدر، عزاه مراقبون الى خلافات بين فصائلها، في وقت لا يستبعد آخرون ان يكون "رسالة" من "القاعدة". واعلن وزير الدفاع الأفغاني الجنرال محمد فهيم التوصل الى اتفاق على تمركز قوة متعددة الجنسية قوامها ثلاثة الاف عنصر في ضواحي كابول، على ان ينتشر 200 الى 300 منهم في شوارع المدينة. وتزامن ذلك مع تحذير نائبه الجنرال عبد الرشيد دوستم من ان "طالبان" لا تزال تشكل خطراً لا يستهان به، وعرضه تخصيص مئات من قواته لمطاردة فلول "القاعدة" وزعيمها. كابول - إسلام آباد وفي محاولة للتملص من الضغوط لملاحقة بن لادن والتخلص في الوقت نفسه من الغارات الاميركية التي باتت تحرج الحكومة الافغانية الموقتة، رجح وزير الدفاع الافغاني ان يكون بن لادن تمكن من الاختباء في بيشاور، معرباً عن اعتقاده ان القيادة الاميركية تستطيع مطاردة الاخير بالتعاون مع الحكومة الباكستانية. وأكد فهيم الذي يتعرض لضغوط من اعيان قبائل افغانية لدفعه الى اقناع الاميركيين بوقف غاراتهم الجوية، عن اعتقاده بأن منطقة تورا بورا باتت خالية من عناصر "القاعدة" الذين لا تزال بضعة جيوب لهم في مناطق محاذية للحدود مع باكستان. وبدا ذلك استباقاً لخطة تحاول واشنطن اطلاقها لاقناع المقاتلين البشتون شرق البلاد بالتغلغل في المرتفعات الجبلية النائية لاستكشاف كهوفها بحثاً عن قادة "القاعدة". ورفض البنتاغون التعهد بوقف الغارات في غضون ايام كما تأمل كابول. وبرز عائق جديد امام القيادة الاميركية باعلان مسؤولين باكستانيين ان بلادهم لا تستطيع الاستمرار في تقديم الدعم اللوجستي المطلوب للحملة في افغانستان، وذلك في ظل تصاعد الازمة مع الهند، واحتمال انجراف البلدين الى حرب في كشمير. ومع أن مصادر باكستانية لم تستبعد سحب قوات من الحدود مع أفغانستان لتعزيز الجبهة الكشميرية، فإن الرئيس برويز مشرف أعلن ان بلاده لن تنقل قواتها من الحدود الافغانية لتعزيز انتشارها على الحدود مع الهند على رغم التوتر بين الجارتين. وقال: "سنواصل ما نقوم به على الحدود الافغانية ايا كان. لن نخفض عديد القوات. لن يكون هناك تغيير في الوضع". وتناقضت التصريحات الأميركية - الأفغانية بشأن الطلب الذي قيل أن كابول قدمته الى القيادة الاميركية لوقف الغارات على المناطق الأفغانية، إذ نفى ناطق باسم البعثة الديبلوماسية الأميركية في كابول أن تكون بلاده تلقت مثل هذا الطلب. وأعلن الرئيس بوش امس، ان الولاياتالمتحدة لا تعرف مكان بن لادن، لكنه اكد ان "المطلوب الاول" لن يفلت. وقال للصحافيين في مزرعته في كروفورد تكساس حيث يمضي اجازة عيدي الميلاد ورأس السنة: "لا نعرف مكانه. ولن نتوقف الى ان نقبض عليه وعلى القتلة الآخرين المتواطئين معه". وتابع بوش وهو برفقة قائد العمليات العسكرية الاميركية في افغانستان الجنرال تومي فرانكس الذي جاء يطلعه على تطورات الوضع: "سنحيله بن لادن على القضاء، لن يفلت منا". وأوضح انه لم يشاهد سوى مقاطع من آخر شريط لبن لادن بثته قناة الجزيرة الفضائية القطرية، وعلق: "من يدري متى صور الشريط؟" وأضاف ان زعيم "القاعدة" قد يكون "يسيطر على مغارة"، لكنه "لم يعد يسيطر على افغانستان. لم يعد طفيليا" على افغانستان. وأشار الى ان هدف اميركا لا يقتصر على القبض عليه "حياً او ميتاً"، بل يكمن في استئصال الارهاب. واعتبر ان التهديد الارهابي في الولاياتالمتحدة والدول الحليفة يبقى كبيراً. وقال ان "بلدنا لا يزال في حال تأهب". وجاء ذلك في وقت بدأت الولاياتالمتحدة استعدادات لنقل اسرى "القاعدة" و"طالبان" الى قاعدة خليج غوانتانامو في كوبا بحلول اواسط الشهر المقبل، في انتظار احالة هؤلاء على محاكم عسكرية للنظر في التهم الموجهة اليهم.