وصل رئيس الحكومة الافغانية الموقتة حميد كارزاي الى جدة امس، في زيارته الاولى للخارج، ويلتقي اليوم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وولي العهد الامير عبدالله. وفيما جددت الولاياتالمتحدة اتهام طهران بايواء عناصر من تنظيم "القاعدة" قد يكونون فروا من افغانستان وحذرتها من تسليح عناصر افغانية من دون موافقة السلطة المركزية في كابول اتسع الحملة الاميركية على انصار "القاعدة" بتسلم ستتة من المشتبه بهم من البوسنة ونقلهم الى جزيرة غوانتنامو الكوبية. وتوقف كارزاي، في طريقه الى السعودية، في كراتشي حيث التقى وزير الصحة في اقليم السند احسن احمد، وأكد له انه سيقوم بزيارة رسمية لباكستان في شباط فبراير او آذار مارس المقبلين. جاء ذلك في وقت نقلت الصحف الباكستانية عن الرئيس برويز مشرف استبعاده ان يكون اسامة بن لادن في باكستان، مرجحاً ان يكون الاخير قتل في القصف الاميركي الكثيف على تورا بورا او نتيجة فشل كلوي لافتقاده الى المعدات الطبية اللازمة في الكهوف. في موازاة ذلك، جدد زلماي خليل زاد الافغاني الاصل مبعوث الرئيس الاميركي جورج بوش الى افغانستان اتهام ايران بايواء مقاتلين من "القاعدة". وقال ان طهران لا تسمح للولايات المتحدة بالوصول الى هؤلاء المقاتلين الفارين من افغانستان. لكن الحكومة الايرانية اعلنت انها اوقفت العمل باعفاء مواطني الدول الخليجية من تأشيرة الدخول، بهدف تشديد القيود وسط مخاوف من ان مقاتلين من "القاعدة" الفارين من افغانستان قد يلجأون الى اراضيها. وقال المبعوث الاميركي، في مؤتمر صحافي في كابول في ختام زيارة له لافغانستان استمرت 13 يوما، ان هناك ما يدعو واشنطن الى القلق من ان تحاول ايران اثارة مشاكل للحكومة الموقتة في افغانستان، من خلال اعمال عدائية مثل تقديم اسلحة وارسال متشددين اسلاميين الى البلاد. وأعرب عن اعتقاده ان "في حوزة الايرانيين بعض اعضاء القاعدة لكنهم لا يسمحون للولايات المتحدة بالوصول اليهم"، مشيراً الى انه نقل بوضوح مخاوف الولاياتالمتحدة الى اسماعيل خان حاكم هيرات الموالي لطهران. وحذر من ان واشنطن ستعتبر ان ايران تتدخل في شؤون افغانستان اذا قدمت اسلحة او اموالا الى جماعات افغانية من دون موافقة كابول او ارسلت مقاتلين من حرسها الثوري او من افغان دربتهم، او ألبت الناس ضد الحكومة المركزية. وقال: "اعتقد ان هناك ما يدعو الى القلق بشأن كل ذلك". وتزامن ذلك مع اتساع مطاردة الاميركيين لاتباع بن لادن، اذ تسلموا من ساراييفو يمنياً وخمسة جزائريين مقيمين في البوسنة، فيما واصلت الفيليبين وباكستان اعتقال مطلوبين يشتبه في انهم على علاقة بتنظيم "القاعدة". كذلك اتسع نطاق الدعوات الى معاملة المعتقلين في قاعدة غوانتانامو الاميركية باعتبارهم "اسرى حرب"، وأكدت كندا انها سترفض اعتقال اي مشتبه به ما لم تتعهد واشنطن معاملة المعتقلين على هذا الاساس. على صعيد آخر، قال احمد فوزي الناطق باسم المبعوث الدولي الى افغانستان الاخضر الابراهيمي ان النداء الذي وجهته الاممالمتحدة لتقديم اموال عاجلة تسمح لافغانستان بتسيير شؤونها، لم يلق صدى بعد. واضاف: "انه أمر مخيب للآمال بشكل كبير". ورأى ان غياب الاموال قد يطول الى ما بعد مؤتمر الدول المانحة لافغانستان المتوقع في طوكيو يومي الاثنين والثلثاء المقبلين. ويبدأ كارزاي اليوم محادثات مع القيادة السعودية، اذ يتوقع ان يلتقي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير عبدالله. وقال السفير الافغاني لدى الكويت الدكتور نصير أحمد نصير ان محادثات كارزاي في الرياض اليوم "تتناول سبل تطوير العلاقات الثنائية وتنميتها في مختلف المجالات، اضافة الى الأوضاع في افغانستان والعالم الاسلامي وخطط الحكومة الافغانية لاعادة اعمار البلاد". وأشار نصير الى ان "مساهمات السعودية ومساعداتها للشعب الافغاني معروفة ومميزة ونأمل في ان تواصل مساعداتها في معركة اعادة الإعمار، مثلما فعلت أيام الجهاد التحريري". وعن دلالات اختيار كارزاي السعودية الدولة الاولى لزيارتها، قال "ان كارزاي أراد التأكيد على الأهمية التي توليها القيادة الافغانية للعلاقات مع السعودية". وكان كارزاي وصل الى جدة مساء أمس وأدى مناسك العمرة، ويتوقع ان يصل ظهر اليوم الى الرياض لبدء زيارة رسمية يرافقه خلالها ثمانية وزراء بينهم وزيرا الخارجية والمال.