تحركت الاممالمتحدة لتفادي افلاس الحكومة الافغانية الموقتة خشية مخاطر على الامن والاستقرار في افغانستان، فيما اعتبرت طهران ان وجود القوات الاجنبية في افغانستان لفترة طويلة يتعارض مع المصالح الوطنية الافغانية. وجاء ذلك خلال اتصال هاتفي اجراه وزير الخارجية الايراني كمال خرازي بنظيره الروسي ايغور ايفانوف، شدد خلاله على "ضرورة ان تكون مهمة حفظ الامن في المنطقة منوطة بدولها". وتزامن ذلك مع تأكيد الرئيس الايراني محمد خاتمي لرئيس الحكومة الافغانية الموقتة حميد كارزاي في مكالمة هاتفية، وجهة نظر طهران القائلة ان "على دول العالم مساعدة افغانستان من دون التدخل في شؤونها الداخلية"، نافياً الاتهامات الاميركية بوجود عناصر من "القاعدة" فارين من افغانستان في ايران. وفي الوقت نفسه، وصل وزير الدفاع الافغاني الجنرال محمد فهيم الى طهران في زيارة رسمية هي الاولى من نوعها منذ توتر العلاقات نتيجة اتهام بعض الاطراف في الحكومة الافغانية ايران بالسعي الى زعزعة الاستقرار في افغانستان، حفاظاً على نفوذها ومصالحها في المناطق المحاذية لحدودها. وهي اتهامات كررها الاميركيون لاحقاً. وفي غضون ذلك، تعالت الاصوات داخل حكومة كارزاي منددة ب"تقاعس المجتمع الدولي عن تقديم مساعدات" لتمكين كابول من تأمين الحد الادنى من الخدمات للمواطنين. وظهرت تحذيرات محلية واميركية من ان الشلل سيصيب هذه الحكومة في ظل نقص الاموال لديها. ووجهت الاممالمتحدة "نداء ملحاً" الى المجتمع الدولي من اجل "الاسراع في تمويل" الحكومة الافغانية الموقتة. وقال احمد فوزي الناطق باسم المبعوث الدولي الى افغانستان الاخضر الابراهيمي ان "هذا البلد في حاجة ماسة للمال في الحال وليس غداً. ففي 13 كانون الاول ديسمبر الماضي، تلقينا اقل من مليوني دولار من العشرين مليوناً التي وعدت بها افغانستان خلال مؤتمر بون من اجل اطلاق عمل حكومتها الجديدة". وتساءل: "هل تتصورون ما يمكن ان يحدث في بلد لم يحصل فيه الموظفون على رواتبهم منذ ستة اشهر ويعانون الجوع؟". على صعيد آخر، واصلت الطائرات الاميركية غاراتها شرق افغانستان في محاولة لاصابة مخابئ محتملة ل"القاعدة" و"طالبان"، فيما استمر وصول اسرى من الجانبين الى قاعدة غوانتانامو الاميركية في كوبا.