افادت مصادر قريبة من الاجهزة الامنية الجزائرية ان نحو 130 جزائريا اعتقلوا في الخارج منذ الهجمات في الولاياتالمتحدة في 11 ايلول سبتمبر الماضي. واوضحت هذه المصادر ل"الحياة" ان غالبية المعتقلين غادروا الجزائر بعد العام 1992 وينتمون الى اوساط قريبة الى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" التي يقودها حسان حطاب. وتعتقد الاوساط الامنية الجزائرية ان "الجماعة السلفية" قد تكون على علاقة تنظيمية مع شبكة "القاعدة" بقيادة اسامة بن لادن منذ 1998، عندما قرر الاخير وقف التعامل مع "الجماعة الاسلامية المسلحة" بقيادة عنتر الزوابري، ل"خروجها عن المنهج السلفي" ولخلافات اخرى تتعلق بتصفيات جسدية طاولت "افغانا عربا وجزائريين". وبحسب المصادر ذاتها، كان المعتقلون الجزائريون ينشطون في خلايا شبكات دعم واسناد ل"القاعدة" والجماعات المسلحة الجزائرية. واضافت المصادر ان هؤلاء اعتقلوا بعد "توافر ادلة مادية" تؤكد صلتهم بناشطين من تنظيم بن لادن. وتواجه غالبية المعتقلين تهم تتعلق بالعمل لمصلحة "القاعدة" والجماعات المسلحة الجزائرية، من خلال توفير اموال ونقلها بطرق مشبوهة وتزوير وثائق. ولفتت المصادر الى ان الاعتقالات تركزت في بلدان حظيت "الجبهة الاسلامية للانقاذ" بتعاطف، خصوصا الولاياتالمتحدة وكندا وبريطانيا وايطاليا واسبانيا، اضافة الى فرنسا وماليزيا. كما جرت اعتقالات في بلدان استقطبت اسلاميين جزائريين لاسباد دينية مثل افغانستان والبوسنة والشيشان. وكان الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة ابلغ نظيره الاميركي، خلال لقائهما في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، برغبته في التعاون مع الولاياتالمتحدة لملاحقة عناصر الجماعات الاسلامية المسلحة الجزائرية، فيما ازداد التنسيق بين الاجهزة الامنية في الجزائر مع مثيلاتها في اميركا واوروبا.