ذكر مصدر مطلع في الجزائر ان الاتصالات بين مصالح الأمن الجزائرية وحسان حطاب "أمير الجماعة السلفية للدعوة والجهاد" مستمرة على رغم مقتل الإمام الوسيط "أبو اسامة" على يد أقارب له. وقال المصدر ل"الحياة" ان حطاب توصل الى اتفاق مع مصالح الأمن في شأن استسلامه للسلطات في اطار تدابير قانون الوئام المدني، لكن مصالح الأمن اشترطت على حطاب أن يندرج مسعاه ضمن عمل يهدف الى حل التنظيم المسلح واستسلام كل قيادته. في الوقت ذاته قالت مصادر عسكرية ان قوات الجيش الجزائري شنت أمس هجوماً واسعاً على معاقل الجماعة الاسلامية المسلحة في ولاية البليدة. واشترط حطاب في آخر جولة من المفاوضات التي تمت عبر أقارب له زاروه ليل الخميس الماضي، أن يعلن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة عفواً يشمل جميع عناصر التنظيم، كشرط أساسي للعودة الى ذويه، على غرار ما حصل ل"الجيش الاسلامي للانقاذ"، اضافة الى العفو عن المظليين الثلاثة الذين فروا من الجيش الجزائري قبل سنوات مثل "ع. عبدالعزيز" المدعو "عكاشة"، الساعد الأيمن لحسان حطاب. لكن قيادة الأمن رفضت شروط حطاب وشددت على أهمية العودة في اطار تدابير قانون الوئام المدني مع تلقي ضمانات بأن يتم اطلاق عناصر التنظيم خلال اسابيع بعد محاكمتهم والاستفادة من تخفيف العقوبات. وأضاف المصدر نفسه، ان حطاب عبر عن نيته الالتحاق بالسلطات الأمنية كفرد في مقابل الاستفادة من تدابير قانون الوئام المدني، لكن قيادة الأمن رفضت العرض لأن هدفها الأساسي أن يشمل الاتفاق جميع عناصر التنظيم المسلح وليس عودة حطاب وتولي "عكاشة" إمارة التنظيم. وقال المصدر ان "عكاشة أخطر من عنتر الزوابري أمير الجماعة الاسلامية المسلحة، ومسعى مصالح الأمن يكاد يكلل بالنجاح، خصوصاً ان المنطقة الثانية منطقة نفوذ تنظيم حطاب لم تعد تشكل خطراً على الدولة". وتابع: "قبل سنة كان عدد عناصر التنظيم حوالى 1200 لكن الوضع تغير فكتيبة الفاروق في البويرة نزلت كلها من الجبال أما كتيبة المهاجرين فلم يبق منها إلا 15 عنصراً فقط منذ نزول الأمير بواكرية". وأكد المصدر نفسه، ان كتيبة "الأنصار"، القوة الضاربة في تنظيم حطاب، التي تنشط في منطقة بومرداس وتضم الآن 70 عنصراً، "أوقفت نشاطها المسلح بعد الاتصالات التي اجراها الإمام أبو اسامة. وهم الآن في هدنة غير معلنة وأوقفوا عملياتهم قبل فترة، كما أن كتيبة النور لم يعد عدد عناصرها يتجاوز السبعة بعد نزول أفراد كتيبة تاخوخت في ولاية تيزي وزو". وتفيد معلومات ان تنظيم حطاب قد يخضع لقانون الوئام المدني "في حال تكللت الاتصالات بالنجاح خلال اسبوع". وكانت مصادر أمنية أكدت مساء الجمعة ان قتل إمام الطريقة السلفية أوجيت بورقيبة المدعو "أبو اسامة"، الذي توسط بين مصالح الأمن وحسان حطاب، يندرج ضمن منطق جماعة حطاب، وأضافت انها "المرة الثالثة التي يغتال فيها رسول الى جماعة حطاب". الى ذلك قالت مصادر عسكرية ان قوات الجيش الجزائري شنت أمس هجوماً واسعاً على معاقل جماعة عنتر الزوابري في أعالي تلاعشة في جبال الشريعة ولاية البليدة، وأكدت ل"الحياة" ان العملية "تندرج ضمن مسعى مستمر لتطويق تحركات قيادة الجماعة الاسلامية المسلحة، خصوصاً حصر نشاط الكتيبة الخضراء"، التي تعد الأكثر دموية في الجماعة. وشهدت المنطقة صباح أمس هجوماً واسعاً شاركت فيه طائرات هليكوبتر أطلقت قذائف على مواقع قيادة التنظيم، واستبعدت المصادر نفسها أن تشن قوات الجيش الجزائري هجوماً برياً في المنطقة بسبب العدد الكبير للألغام. وقالت إن الهجمات على مواقع الزوابري لم تتوقف منذ سنوات وأن العملية الجديدة لا صلة لها بمرحلة ما بعد 13 كانون الثاني يناير تاريخ انتهاء قانون الوئام المدني.