تتجه التحقيقات الأمنية في الجزائر وعدد من العواصم الغربية الى البحث في علاقة ما يعرف ب"القواعد الخلفية" لشبكات الجماعات الاسلامية المسلحة الجزائرية في أوروبا بالتفجيرات التي هزت الولاياتالمتحدة يوم 11 ايلول سبتمبر. واكدت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان قوات الأمن الجزائرية دخلت "مرحلة متقدمة جداً من التنسيق" مع عدد من اجهزة الأمن الأوروبية للمساهمة ب"معلومات مهمة" عن الناشطين الاسلاميين في أوروبا وصلتهم بتنظيمي "الجماعة الاسلامية المسلحة" يقودها عنتر الزوابري و"الجماعة السلفية للدعوة والقتال" يقودها حسان حطاب. وقالت ان التقارير الأمنية المختلفة تتجه الى البحث عن "دور ما" للجماعات الجزائرية في الاحداث التي هزت الولاياتالمتحدة. ولفتت الى الاتهام الذي اعلن امس في لندن عن تورط الطيار الجزائري لطفي الريسي في تدريب "الانتحاريين" الذين قادوا الطائرات المدنية في اميركا. ومثل، امس، امام القضاء الاسباني ستة جزائريين ينشطون في تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" هم محمد بوعلام خنوني المدعو "عبدالله" مسؤول الجماعة ومحمد بلعزيز وياسين صديقي وحكيم زرزور ومجيد سحوان المدعو "عبدالرحمن" أو "عبد المجيد" وحسين خوني. وتشير معلومات في الجزائر الى ان هؤلاء الاسلاميين الذين اعتقلوا في مدن اسبانية كانوا على اتصال بمنسق المجموعة المقيم في المانيا، وان هدفهم الاساسي كان ضمان تجنيد عناصر لجماعتهم في الجالية الجزائرية في اسبانيا. ولم تستبعد ان يكون لبعضهم دور في تدبير "جرائم انتحارية ضد المصالح الاميركية في أوروبا". وتوصف العلاقات الامنية بين الجزائر وغالبية الدول الأوروبية، ما عدا بريطانيا ب"الجيدة". ويراهن الجزائريون على ممارسة الولاياتالمتحدة "ضغوطاً" على بريطانيا لتفكيك الشبكات التي تنشط ضمن تنظيمي عنتر الزوابري وحسان حطاب. وكان وزير الدولة البريطاني بن برادشو ابلغ المسؤولين الجزائريين، الاحد الماضي، رفض حكومة توني بلير اعتقال أي جزائري من دون توافر أدلة دامغة على تورطه في جرائم. وتعهد محاكمة من تتوافر أدلة ضده، لكن ليس قبل ادراج جريمة "التحريض على القتل" في التعديلات المقررة مستقبلاً في قانون مكافحة الارهاب. وتعتقد مصادر قريبة من دوائر الاستخبارات العسكرية ان العمل مركز، منذ فترة، على تتبع "الجزائريين الافغان" الذين يعدون النواة الأساسية لغالبية الشبكات الاسلامية المسلحة المنتشرة في أوروبا. ويشير خبراء في الشؤون الأمنية الى ان عدد الجزائريين الذين اقاموا خلال سنوات الثمانينات في كل من باكستان وافغانستان يقدر بنحو 2500 شخص. وبين هؤلاء درس 1500 في الجامعات أو المعاهد الاسلامية الباكستانية بعد حصولهم على منح من منظمات خيرية أو غير حكومية. اما عدد الجزائريين الذين شاركوا في الحرب الافغانية خلال الاحتلال الروسي، بصفة مباشرة أو غير مباشرة، فيزيد على 700 عنصر منهم نحو 300 يعيشون حالياً في عدد من البلدان مثل البوسنة والشيشان وبعض العواصم الاوروبية. وتشير مصادر الخبراء في الشؤون الأمنية الى ان نحو 250 عنصراً من "الافغان" ضبطوا ضمن قوائم عناصر المجموعات التي تنشط في الجزائر. وإذا كانت غالبيتهم قتلت في المواجهات التي جرت في السنوات الماضية، فإن عدداً آخر منهم لا يزال يتولى ادارة المجموعات المسلحة. ومن أبرز "الجزائريين الافغان" حالياً "أمير" المنطقة السادسة ل"الجماعة السلفية للدعوة والقتال" التي تنشط في ولايات جيجل وشمال قسنطينة المدعو "أسد أبو البراء" وهو دركي سابق، وتضم القائمة عدداً آخر من العناصر مثل "أمير" المنطقة التاسعة للتنظيم الذي يقوده حسان حطاب والتي تشمل منطقة الصحراء بن مختار مختار المدعو "خالد أبو العباس" وحتى نائبه إبراهيم غريقة المدعو "أنيس" شارك في هذه الحرب مع "سليم أبو جعفر" "أمير" جماعة "حماة الدعوة السلفية" التي تنشط في ولايات الغرب. ويعد أمير "حركة الباقون على العهد" المدعو "أبو جميل" من بين الجزائريين الذين شاركوا في الحرب البوسنية.