أبدت اسرائيل ارتياحها الشديد الى تصريحات الرئيس جورج بوش وتحديداً حديثه عن حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها واعتبرها مراقبون بمثابة ضوء أخضر لرئيس الحكومة ارييل شارون لمواصلة عدوانه على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقاد نائب رئيس الحكومة، وزير المال سلفان شالوم حملة تدعو الى طرد الرئيس ياسر عرفات من المنطقة ومواصلة ضرب رموز السيادة الفلسطينية والبنى التحتية، فيما رأى آخرون خيار تكثيف الضغط على عرفات على نحو لا يكون قادراً على تحمله ويقوده الى مغادرة المنطقة. وبثت القناة الثانية للتلفزيون ان اسرائيل لن تقدم على ترحيل عرفات انما ستكتفي حالياً بإحكام محاصرته في رام الله وعزله تماماً. ونقل مراسل الاذاعة العبرية الرسمية يوني بن مناحيم أمس أن التصعيد العسكري الاسرائيلي الحالي يهدف الى "إرغام عرفات على تغيير سلوكه وليس تقويض السلطة الفلسطينية". وزاد نقلاً عن مصادر أمنية اسرائيلية ان عرفات "يرأس تحالفاً ارهابياً يضم التنظيمات الفلسطينية كافة وأن هدفه الأساسي إسقاط حكومة الوحدة الوطنية في اسرائيل من خلال مواصلة العمليات الارهابية". ولفت المراسل الى الجلسة الخاصة التي ستعقدها الحكومة المصغرة للشؤون الأمنية والسياسية لبلورة استراتيجية جديدة في التعامل مع السلطة الفلسطينية. من جهته هدد رئيس الأركان الجنرال شاؤول موفاز السلطة الفلسطينية وتوعدها بحرب بلا هوادة واتخاذ كل ما تستلزمه هذه الحرب من خطوات. وقال للاذاعة العبرية أمس ان السلطة الفلسطينية لا تزال ترى في العنف والارهاب وسيلة لتحقيق أهدافها. ورفض الخوض في طبيعة الحرب ضد الارهاب وترك تحديدها للحكومة المصغرة للشؤون الأمنية والسياسية. وتابع موفاز الذي يقوم بجولة في الولاياتالمتحدة للبحث في "التهديد الايراني للدولة العبرية"، ان السلطة الفلسطينية ترمي الى جر دول المنطقة الى مواجهة شاملة بهدف تدويل النزاع. وحذر وزير الخارجية شمعون بيريز من مغبة اطاحة الرئيس الفلسطيني ونفيه وقال ان الذين يسعون الى التخلص من عرفات سيجدون أنفسهم فجأة مع "الجهاد الاسلامي وحماس كما حصل عندما وجدنا أنفسنا أمام حزب الله" بعد اجتياح لبنان. وتابع ان الشعب الفلسطيني انتخب عرفات زعيماً له "وعلينا أن نحرص لئلا نبدو وكأننا نقرر هوية القيادة الفلسطينية". وقال بيريز ان الخيار المتوفر أمام اسرائيل الآن هو مطالبة عرفات بمزيد من الاجراءات لوقف الارهاب "لكن هذه المهمة لا يمكن أن تتحقق بمجرد جرة قلم". وتابع ان من يعتقد أن ثمة خيارات أخرى أمام اسرائيل أفضل من "خيار عرفات" يخطئ بل يوهم نفسه، "لأن طرد عرفات لا يعني غياب تأثير هذا الرجل على الشارع الفلسطيني". وتابع: "لا يمكن أن ننفي عن عرفات انه لم يقم بجهود لوقف العنف. ربما غير كافية وثمة مجال لمزيد من الضغط عليه لبذل جهود أكبر ولكن يتحتم علينا، نحن أيضاً، ان نعرف الحدود". وحسب بيريز فإن على اسرائيل أن تعتبر من الضجة الإعلامية التي أثارتها عملية هدم البيوت في رفح "والتي لم تأت بفائدة انما بأضرار غير متوقعة".