فجر الرئيس الباكستاني برويز مشرف أمس مفاجأة خطفت الأضواء من حفلة تنصيب الحكومة الانتقالية في كابول باعلانه اعتقاده أن زعيم شبكة القاعدة اسامة بن لادن "قتل" في افغانستان. وتزامن كلام مشرف على هامش زيارته للصين، مع تصريح لقائد القوات الأميركية في افغانستان تومي فرانكس قال فيه ان واشنطن لا تعلم مكان بن لادن وتشكك في احتمالات بقائه على قيد الحياة. وتزامنت التصريحات المتزايدة عن مقتل بن لادن، مع تسلم حكومة حميد كارزاي أعمالها في كابول أمس في حفلة شارك فيها ممثلو الفصائل الافغانية كافة، اضافة الى مبعوثين دوليين، اعلنوا ترحيب حكوماتهم بالعهد الأفغاني الجديد، متوقعين ان يكون بداية لإعمار البلاد المنهكة من جراء 23 عاماً من الحروب. واستهل رئيس الحكومة الموقتة عهده بالاعلان عن تشكيل لجنة للتحقيق في جرائم الحرب. وتخلل حفلة التسلم كلام للرئيس السابق برهان الدين رباني انتقد فيه حجم التدخل الاجنبي في سياسة البلاد، كما خيم عليها مقتل 65 شخصاً في قصف أميركي كانوا من وجهاء قبائل شرق أفغانستان، ظنت واشنطن انهم من مقاتلي "طالبان" و"القاعدة". وعلى رغم تزايد التنديد بمواصلة العمليات العسكرية الاميركية، قررت واشنطن تعزيز وجودها في افغانستان عتاداً وعتيداً وكشفت عن تجهيز قواتها بقذائف شديدة الفاعلية تستخدم في قصف الكهوف وذلك للمرة الأولى. وأدى الباشتوني حميد كارزاي اليمين الدستورية في كابول أمس لتسلم مهمات رئيس الحكومة الانتقالية في افغانستان داعياً الى "المصالحة والمساعدة الدولية" لاعادة بناء بلاده. وتعهد كارزاي خلال خطاب التنصيب العمل على خدمة الشعب الأفغاني بمختلف فئاته داعياً جميع الأفغان إلى تناسي الماضي وآلامه والعمل على بناء أفغانستان الأفضل للجميع. وأضاف: "عرفت بلادنا الدمار. نحن بحاجة الى انطلاقة جديدة وعمل حثيث من كل الافغان". ودعا الاممالمتحدة والمجتمع الدولي الى المشاركة في عملية اعادة البناء. واستهل كارزاي نشاط حكومته بالبحث في انشاء لجنة خاصة للتحقيق في جرائم الحرب في أفغانستان. وعانق رئيس الحكومة الجديد مباشرة بعد القسم الرئيس السابق برهان الدين رباني. وبدأ بعدئذ نواب الرئيس والوزراء ال29 في الحكومة الجديدة بأداء اليمين بدورهم. وأفادت مصادر أفغانية مطلعة في كابول أن رباني أبدى خلال الحفلة تحفظه عن عملية نقل السلطة، لكن أجهزة الإعلام لم تنقل كلمته كاملة. ونقلت عن رباني قوله أن هذا اليوم "هو نقطة سوداء في تاريخ الشعب الأفغاني بسبب فرض القوى الأجنبية حكومة من الخارج على أبناء بلدي". ولوحظ ايضاً تململ من مواصلة الغارات الأميركية، والأخطاء المتكررة فيها، اذ طالبت قبيلة نازيان جنوب شرقي أفغانستان الحكومة الأفغانية الجديدة بالتحقيق في ملابسات القصف الأميركي على قافلة لكبار أعيان ورجال القبيلة وقد أودى بحياة 65 من ابناءالقبيلة بحجة أنها موكب ل "طالبان" وأسامة بن لادن. وطالبت ايضاً بتوقيف "المحرضين" الذين كانوا وراء نشر معلومة خاطئة قادت الاميركيين الى استهداف قافلة وجهاء كانوا يقصدون كابول للمشاركة في حفل تنصيب الحكومة الانتقالية. مصير بن لادن وأعلن الرئيس الباكستاني برويز مشرف في بكين أمس انه يعتقد بصورة منطقية ان زعيم شبكة "القاعدة" أسامة بن لادن لم يفر الى باكستان، وانه ربما قتل في أفغانستان. وأكد في حديث الى التلفزيون الصيني ان سلطات إسلام آباد ستسلم بن لادن الى الولاياتالمتحدة في حال اعتقاله داخل أراضيها. وكان تلفزيون ايطالي أعلن مساء أول من أمس ان بن لادن تمكن من الفرار الى كشمير بمساعدة أجهزة الاستخبارات الباكستانية. وانضم قائد العمليات العسكرية الاميركية في أفغانستان الجنرال تومي فرانكس الى المشككين في بقاء بن لادن على قيد الحياة. وقال ان احداً لم يره منذ اسبوع، وانه قد يكون قتل في افغانستان، لكنه اضاف ان الولاياتالمتحدة ليست لديها معلومات مؤكدة. وقال للصحافيين في كابول خلال مشاركته في حفلة التنصيب: "لا يمكن ان اقول انني او ان اي شخص آخر اعرفه شاهد اسامة بن لادن في الاسبوع الماضي". والولاياتالمتحدة لا تعرف مصيره على وجه التحديد". وواصلت الطائرات الحربية الاميركية قصف منطقة تورا بورا فيما تقدم مقاتلون افغان على الارض للقضاء على بقايا "القاعدة". أعلن القائد الافغاني الحاج موسى المكلف منطقة المرتفعات ان بن لادن غادر هذه المنطقة الى باكستان "الاسبوع الماضي على الارجح". وأعلن الجيش الاميركي انه يملك سلاحاً قوياً جديداً في اطار النزاع الحالي في افغانستان، عبارة عن قذيفة كفيلة بامتصاص الاوكسيجين من اماكن تحت الارض، حيث يمكن ان يكون بن لادن مختبئاً الى جانب بقية افراد شبكته الارهابية. ويحتوي هذا السلاح المسير باللايزر مادة متفجرة قادرة على الوصول الى عمق المغاور.