كابول، واشنطن - أ ف ب، رويترز - اكد الرئيس الافغاني حميد كارزاي أمس، ان الاستراتيجية الاميركية الجديدة في المنطقة تتوافق بالكامل مع مطالب الشعب الافغاني. وقال في مؤتمر صحافي عقده في كابول: «نقدر خصوصاً الرغبة في تعزيز المؤسسات المدنية والعسكرية الافغانية، ونؤكد بلا تحفظ رغبتنا في مكافحة الفساد». واعتبر ان الاستراتيجية «جاءت افضل مما كنا نطمح اليه، خصوصاً بعدما حددت خطر معاقل المتمردين المتحصنين في باكستان المجاورة، وايضاً الحاجة الى تعاون اقليمي لتحسين فاعلية المساعدة»، مؤكداً انه سيتعاون في شكل وثيق مع الادارة الاميركية لتنفيذ كل نقاطها. ودأبت كابول على اتهام إسلام آباد بعدم الرغبة في محاربة «طالبان» وباقي المقاتلين الاسلاميين المتطرفين الذين لجأوا الى مناطق القبائل الباكستانية (شمال غربي)، واطلقوا منها هجمات في افغانستانوباكستان معاً. ورحب الرئيس الافغاني بضم ايران للاضطلاع بدور اقليمي، ووصفه بأنه «امر ايجابي»، آملاً بأن تستغل طهران هذه الفرصة بطريقة ايجابية، ما يخدم مصلحة بلاده، علماً ان البعوث الاميركي الخاص الى افغانستانوباكستان، ريتشارد هولبروك، أكد اول من امس ان مشاركة ايران في المؤتمر الخاص بافغانستان الذي سيُعقد في لاهاي بعد غد الثلثاء يمثل «تقدماً»، مشيراً الى ان الايرانيين والاميركيين يملكون مصالح مشتركة على صعيد الاستقرار الاستراتيجي في المنطقة. وحض كارزاي أيضاً الولاياتالمتحدة على التعامل مع الاعضاء غير المتشددين من «طالبان» والذين ليست لديهم صلة بتنظيم «القاعدة» أو الشبكات الارهابية ويلتزمون الدستور، و»هو ما طالبنا به منذ فترة طويلة». واشار الى ان هذه المحادثات لن تنجح اذا لم يوافق المجتمع الدولي والامم المتحدة على رفع اسماء بعض الافغان من اللوائح السود للارهاب، والتي رأى انها اضيفت من دون سبب. وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون رحب على هامش مشاركته في اجتماع منظمة «شنغهاي» للتعاون بالاستراتيجية الاميركية الجديدة. وقالت الناطقة باسمه ميشال مونتنا: «ننتظر بفارغ الصبر مزيداً من المشاركة الدولية في اعادة اعمار افغانستان، ونحتاج الى استراتيجية دعم لا تقتصر على الجانب العسكري بل تتعداه الى الشأنين السياسي والاقتصادي». وكان الرئيس اوباما اعلن اول من امس، زيادة الالتزام العسكري والمدني في افغانستان، وارسال تعزيزات مدنية للمساعدة في تعزيز التنمية الاقتصادية والسياسية بافغانستان، ونشر 4 آلاف جندي اضافي لتدريب قوات الامن الافغانية، علماً انه قرر الشهر الماضي نشر 17 الف جندي اضافي في البلاد. وكشف ان الاستراتيجية تهدف الى سحق مقاتلي تنظيم «القاعدة» في افغانستانوباكستان الذين قال انهم يتآمرون لشن هجمات جديدة على الولاياتالمتحدة. وفي باكستان، رحب الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري بالاستراتيجية الاميركية الجديدة، معتبراً انها تشكل «تغييراً ايجابياً»، فيما تعهد منع استخدام بلاده لتنفيذ نشاطات ارهابية. لكن محللين رأوا انه يصعب تطبيق الاستراتيجية في باكستان، خصوصاً ان الحكومة المركزية لم تسيطر يوماً على بعض المناطق القبلية المحاذية للحدود مع افغانستان. وقال اليكس ثير المحلل في معهد «السلام» في الولاياتالمتحدة: «يشعر الباكستانيون أننا نعاملهم كجيش مأجور، اذ نعطيهم المال للانخراط في معركة لا تتمتع بشعبية في الداخل، ويفعلون ذلك بلا حماسة نوعاً ما مع الاستمرار في دعم عناصر طالبان الافغان الذين لديهم ملاذ آمن في باكستان». وربما يعقد المهمة التوتر بين حكومة الرئيس اصف زرداري التي لا يتجاوز عمرها سنة واحدة والجيش الذي حكم البلاد لأكثر من نصف عمرها البالغ 61 سنة وأجهزة الاستخبارات. ورأى ستيفن كوهين، الباحث في شؤون جنوب آسيا بمؤسسة بروكينجز للبحوث، أن «الفشل خيار مطروح في باكستان، لكن حصوله سيكون كارثة». وقال جيمس دوبنز، المبعوث الاميركي الخاص السابق الى الصومال وهايتي والبوسنة وكوسوفو وافغانستان والذي يعمل حالياً في مؤسسة «راند» ، ان «الدعم من دول مثل الصين ربما يساعد في دفع باكستان في الاتجاه الذي يريده اوباما».