} الناصرة - "الحياة" - بات واضحاً ان اسرائيل تسعى الآن الى دق الأسافين بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وسائر مسؤولي السلطة الفلسطينية. ولفت معلقون اسرائيليون الى ان رئيس الحكومة ارييل شارون يرى ان فرصته "لتصفية حسابات قديمة مع الرئيس الفلسطيني" قد حانت، ومن هنا سعيه الدؤوب لتحميل عرفات شخصياً مسؤولية كل عملية انتحارية وقعت. ولفت ناحوم بارنياع في "يديعوت احرونوت" الى ان ظل عرفات يلاحق شارون منذ صيف العام 1982 والاجتياح الاسرائيلي للبنان الذي كلف شارون التخلي عن كرسي وزير الدفاع. وتابع ان شارون ابدى استعداداً في جلسات الحكومة لعدم تحميل السلطة الفلسطينية مسؤولية العمليات العسكرية والانتحارية وحصرها في شخص الرئيس الفلسطيني. ويبني شارون، ومعه وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر، حساباته على احتمال "تمرد" الشعب الفلسطيني على زعيمه ومطالبته بالتنحي لمصلحة "قادة براغماتيين". وكتبت "يديعوت احرونوت" امس ان شارون لن يقدم على تصفية عرفات أو طرده من المنطقة انما على عزله عن العالم ومحاصرته حيث يقيم الآن وقطع الاتصالات معه وكأنه غير موجود ابداً. وتابعت ان شارون ينتظر ان تتم تنحية عرفات عن قيادة السلطة ليتقدم بعدها الى الحكومة بخطة سياسية شاملة حول التسوية مع الفلسطينيين تعتمد "جدولاً زمنياً من التوقعات" وكيفية "التقدم خطوة خطوة". من ناحيته، قال بن اليعيزر لصحيفة "معاريف" ان عرفات أضحى بالنسبة اليه تاريخاً "لكن اسرائيل مستعدة للتحادث مع كبار مسؤولي السلطة من دون ان نمنحهم أية مهلة زمنية لمكافحة الارهاب لأننا سنقوم بهذه المهمة بأنفسنا". وزعم ان اسرائيل لا تبغي تقويض السلطة الفلسطينية انما تبحث عن قيادة براغماتية وجدية "يمكن التوصل معها الى اتفاق". ونقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" عن وزير الخارجية شمعون بيريز غضبه على بعض العمليات العسكرية التي أمر بها شارون، وقال انها "تثير في القشعريرة". ورفض القول ان عهد عرفات قد ولى كما يدعي شارون "بل اعتقد ان العمليات العسكرية الحالية قد تؤدي الى تعزيز مكانته في أوساط شعبه ولدى دول المنطقة وأوروبا". وعبر عن أمله في ان لا تقود العمليات العسكرية العنيفة الى توسيع "دائرة التصفيات" لتطال قادة سياسيين ايضاً "وعندها أخشى ان تعتبرنا أوساط دولية مجرمي حرب". ودافع بيريز عن اتفاقات اوسلو واكد مجدداً ان رئيس الحكومة الأسبق بنيامين نتانياهو هو الذي جمد تنفيذ بنود الاتفاقات و"بالتالي جاءنا بانتحاريين فلسطينيين". وانهى انه لا يمكن حل النزاع من خلال مواجهة الانتحاريين فقط، انما يجب البحث عن حل سياسي يعالج جذور المشكلة الفلسطينية.