قال وزير الخارجية الاميركي كولن باول أمس ان التحدي الذي يواجه باكستانوالهند يتمثل في ان تحل الغريمتان النوويتان خلافاتهما من خلال المحادثات. ودعا إسلام آباد الى اتخاذ مزيد من الخطوات، بعد حظرها جماعات اسلامية. وأضاف انه سيحمل الى نيودلهي "بعض الافكار" الباكستانية، لكنه نفى ان تكون بلاده تلعب دور الوسيط. وحض بعد لقائه الرئيس الباكستاني برويز مشرف اسلام آباد ونيودلهي على العمل على تجنب نشوب صراع. وقال انه لم يزل يرى باعثاً على الامل في اعقاب ما وصفه ب"الخطاب التاريخي" الذي ألقاه مشرف السبت الماضي واستهدف خفض حدة التوتر على الحدود بين الهندوباكستان. وتوقع مزيداً من الخطوات التي سيتخذها الرئيس الباكستاني خلال الأسابيع أو الشهور المقبلة. وتعهد باول نقل "بعض الأفكار" التي رفض تسميتها بالاقتراحات إلى المسؤولين الهنود من أجل خفض التوتر على الحدود، مشدداً على أن الحل ليس في الإرهاب والنزاع وإنما في تسوية المسائل العالقة عبر الحوار والتفاوض السلمي، ومؤكداً في الوقت نفسه انه لا يقوم بدور الوسيط، وهو الامر الذي ترفضه نيودلهي. ودعا في مقابلة مع التلفزيون الباكستاني اثر لقائه وزير الخارجية الباكستاني عبدالستار عزيز كلاً من الهندوباكستان الى استئناف "الحوار" بهدف "تسوية مسألة كشمير". وقال: "في النهاية، اذا كان علينا ان نحقق نوع السلام الذي نرغب فيه هنا، في جنوب آسيا، فيجب البدء بحوار لتسوية مسألة كشمير". وأضاف: "آمل ان نتمكن، كنتيجة لزيارتي، من الحفاظ على المسيرة الجارية لايجاد حل للأزمة الحالية". وشدد على انه "لا يمكننا فعلاً ان نشهد حرباً في جنوب آسيا ويجدر بنا ايجاد سبيل للخروج من هذه الازمة". وجدد باول عرض الولاياتالمتحدة مساعدة الهندوباكستان بكل الوسائل للعودة الى مفاوضات مباشرة. وأشار في الوقت نفسه الى انه لا يعتبر ان الولاياتالمتحدة تلعب دور "الوسيط" في النزاع. وقال باول ان خطاب مشرف الذي اعلن فيه حظر خمسة احزاب، أعطاه "بعض التشجيع". وتابع: "اريد ان اعرف المزيد عما اذا كان الرئيس مشرف يعتزم القيام بما يحول خطابه الى افعال". ومن جهته، قال وزير الخارجية الباكستاني الذي تدعو بلاده الهند الى سحب قواتها المنتشرة قرب الحدود ان نشر القوات يبعث على القلق، اذ ان "اقل حادث يمكن ان يشعل شرارة سلسلة احداث ليست في مصلحة السلام وشعبي البلدين". واسلام اباد هي المحطة الاولى في جولة باول التي تشمل خمس دول آسيوية هي باكستانوالهندوافغانستان ونيبال واليابان التي تشهد انعقاد مؤتمر يبحث اعادة اعمار افغانستان الاسبوع المقبل. ويسعى باول الى استثمار التراجع النسبي في حدة التوتر بين الدولتين منذ ان استجاب مشرف في خطابه السبت الماضي لمطالب الهند باتخاذ اجراءات صارمة ضد متشددين اسلاميين يهاجمون القوات الهندية في اقليم كشمير المتنازع عليه.