} أعلنت باكستان التي تستقبل وزير الخارجية الاميركي اليوم انها ستسعى من اجل ان تلعب الولاياتالمتحدة "دوراً اكثر فاعلية" لخفض حدة التوتر، فيما أكدت الهند ان واشنطن "تتفهم" موقفها الحازم في الازمة، وكررت الاعلان بأنها لا تزال تنتظر عملاً من جانب اسلام آباد لكبح "الارهاب عبر الحدود" وتسليم 20 "مجرماً وارهابياً" مشتبهاً فيهم. نيودلهي - رويترز، أ ف ب - قال وزير الخارجية الهندي جاسوانت سينغ بعد اجتماع لمجلس الوزراء لبحث القضايا الامنية ان بلاده تتطلع الى "عمل في ما يتعلق بكبح الارهاب عبر الحدود ومنع التسلل في جامو وكشمير، وأيضاً في ما يتعلق بالمجرمين والارهابيين المطلوب القبض عليهم". لكنه أشار الى انه لم تمض سوى ثلاثة أيام منذ تعهد الرئيس برويز مشرف شن حملة على المتطرفين الاسلاميين والحيلولة دون استخدام باكستان قاعدة للارهاب الدولي. وقال سينغ: "سنرى مدى التقدم الحادث. اننا ننتظر الخطوات الاولى". وفي ما يتعلق بالقائمة التي تضم 20 مشتبهاً بهم تعتقد الهند أنهم في باكستان شدد ان "هدفنا واضح... نريد عودتهم". من جهته، اكد مشرف ان بلاده لن تتخلى عن دعمها "للنضال من اجل الحرية" في كشمير، على رغم حملة القمع التي تشنها اسلام آباد ضد الجماعات الكشميرية التي تقاتل الحكم الهندي للمنطقة المتنازع عليها بين البلدين. وقال أمام لجنة شكلت للتعريف بقضية كشمير في الخارج: "يجب الا يساور احداً الشك في شأن التزامنا تجاه قضية كشمير وشعبها". وأضاف: "سنواصل مساندة نضال الكشميريين العادل من اجل الحرية سياسياً وديبلوماسياً ومعنوياً". واعتبر ان اللجنة الوطنية لكشمير تعمل من اجل "الدعم السلمي لقضية كشمير وفقاً لقرارات مجلس الامن وتطلعات شعب كشمير". وحظر مشرف نشاط خمس جماعات اسلامية السبت الماضي في حملة ضد المتشددين. وشمل الحظر جماعتي "جيش محمد" و"العسكر الطيبة" الكشميريتين اللتين تتهمهما الهند بتدبير هجوم انتحاري على برلمانها الشهر الماضي. وصرحت مصادر في وزارة الداخلية الباكستانية أمس ان الشرطة اوقفت "معظم المشبوهين" في اطار حملة قامت بها في اوساط المتشددين بعد خطاب مشرف. وأعلن مسؤول كبير في الداخلية ان الشرطة اعتقلت في الولايات الاربع من باكستان نحو 1900 مشبوه واغلقت 600 مكتب" وان "تعليمات اعطيت الى المصرف المركزي لتجميد حساباتها". وأبدت أحزاب إسلامية تخوفها من أن تطاولها عمليات المطاردة، ودعت الجماعات الإسلامية المنضوية تحت مجلس الدفاع عن أفغانستانوباكستان إلى اجتماع جماهيري احتجاجاً على الإجراءات الحكومية الأخيرة في مدينة كويتا يوم 18 الشهر الجاري. واستبقت السلطات الحكومية الحملة الجماهيرية التي تنوي الجماعات الإسلامية شنها في كل البلاد باعتقال بعض قادتها وناشطيها، لكن الجماعة الإسلامية الباكستانية التي رفعت أمس قضية إلى المحكمة العليا للطعن في قرار الحكومة احتجاز زعيمها القاضي حسين أحمد منذ أكثر من شهر شددت على أنها ستمضي في عمليات الاحتجاج. وفيما تتخوف الأوساط الكشميرية من أن تتوسع الحملة الأمنية لتشملها ما سيؤثر في أداء المقاومة داخل كشمير الخاضعة للسيادة الهندية، استبعد زعيم "حزب المجاهدين" الكشميري سيد صلاح الدين في تصريح الى "الحياة" أن تتوسع الحملة. ولفت الى تأكيدات مشرف على دعم المقاومة الكشميرية سياسياً وديبلوماسياً ومعنوياً، وتعهد مواصلة المقاومة "حتى نيل الحقوق الكشميرية التي نصت عليها القرارات الدولية". ويشكل اقليم كشمير حيث تعيش غالبية مسلمة قضية بالغة الحساسية في باكستان. ويقول محللون ان مشرف قد يواجه هجوماً في الداخل اذا رأى الناس انه يذعن للضغوط الهندية في هذا الصدد. وعشية وصول باول الى اسلام آباد في اطار جولة آسيوية تشمل الهند، أعلن مسؤولون باكستانيون ان بلادهم ستسعى من اجل ان تلعب الولاياتالمتحدة "دوراً اكثر فاعلية" لخفض حدة التوتر. وقال مسؤول في الخارجية الباكستانية ان بلاده "تعتبر هذه الزيارة فرصة ممتازة لممارسة ضغوط من اجل بدء حوار بين البلدين". واضاف ان باكستان "تأمل في ان تستخدم الولاياتالمتحدة نفوذها على نيودلهي من اجل نزع فتيل التوتر على الحدود ودفع الهند الى طاولة المفاوضات". لكن وزير الداخلية الهندي لال كريشنا ادفاني أعلن لدى عودته من زيارة للولايات المتحدة ان واشنطن "تتفهم" موقف الهند الحازم. وقال: "لا اذكر ان مسؤولاً اميركياً واحداً قال لي: ان ما تفعلونه ليس جيداً". والتقى ادفاني لدى زيارته للولايات المتحدة الرئيس جورج بوش ووزير الخارجية كولن باول ووزير العدل جون اشكروفت ومسؤولين أمنيين. وتأتي زيارة باول بعد زيارة لعدد من أعضاء الكونغرس الأميركي إلى باكستان ولقائهم مشرف. وأكد عضو الكونغرس مارك ديتين أمس في مؤتمر صحافي أن كشمير أصبحت مشكلة موضع اهتمام في الولاياتالمتحدة. ودعا إلى اقتناص الفرصة للحوار بين الكشميريين والباكستانيين والهنود، معتبراً "أن الحوار هو الفرصة الوحيدة من أجل تسوية المسائل العالقة بين البلدين".