} سعت الهندوباكستان الى التخفيف من مخاطر التصعيد العسكري المتبادل على الحدود بينهما، بعد اتصالات مكثفة أجرتها واشنطن بالبلدين. ودعت اسلام ابادنيودلهي الى التعقل، فيما اعتبرت الحكومة الهندية ان لا داعي للقلق من احتمال اندلاع حرب، على رغم فرضها عقوبات جديدة على باكستان، واستبعادها اجراء محادثات بين الجارين اللدودين. إسلام آباد، نيودلهي، مظفر آباد باكستان - أ ف ب، رويترز - قال وزير الخارجية الهندي جاسوانت سينغ ان اللجنة المعنية بشؤون الامن في مجلس الوزراء قررت خفض عدد العاملين في البعثة الديبلوماسية الهندية لدى باكستان وبعثة اسلام اباد في نيودلهي الى النصف وتقييد حرية انتقال الديبلوماسيين الباكستانيين وإلغاء حقوق الطيران في الاجواء الهندية لشركة الخطوط الجوية الباكستانية. واعتبر سينغ ان اجراء محادثات مع باكستان لتهدئة التوتر امر "غير عملي وغير ممكن في الوقت الراهن". من جهته، قال الناطق باسم الحكومة الباكستانية الجنرال رشيد قرشي ان بلاده تأمل بتغليب العقل في التوتر الحالي مع الهند، مشدداً على ان اسلام اباد تتمتع "بكل القدرات" للرد على اي اعتداء من نيودلهي بما في ذلك استخدام السلاح النووي. لكنه سعى الى التخفيف من مخاطر التصعيد العسكري الذي من شأنه ان يؤدي الى نشوب نزاع نووي. وقال: "الهندوباكستان أمتان مسؤولتان ... وأعتقد ان ما من احد يمكن ان يفكر بذلك حرب نووية في صورة معقولة. انها وسائل رادعة لا يفترض ان تكون اكثر من ذلك". وأضاف في مؤتمر صحافي: "نأمل بتغليب التعقل" وان تتصرف الهند في اتجاه تهدئة التوتر، ولكن في حال العكس فان باكستان "تملك القدرة على التحرك والرد بكل الوسائل الممكنة". ومن جهته، شدد الناطق باسم الخارجية الباكستانية عزيز أحمد خان في المؤتمر الصحافي نفسه ان اسلام اباد ترغب في "تهدئة" الوضع. لكنه اضاف ان بلاده اتخذت تدابير دفاعية "ملائمة" لمواجهة اي احتمال. وفي نيودلهي، صرح وزير الدفاع الهندي جورج فرنانديز بأن الانتهاء من نشر القوات الهندية على الجبهة مع باكستان سيستكمل في غضون اليومين او الايام الثلاثة المقبلة. وقال لصحافيين رافقوه في زيارة للحدود مع باكستان: "ستكتمل عملية الانتشار وستكون القوات على اهبة الاستعداد لأي احتمال". الا ان وزير الدفاع اضاف ان نيودلهي لا تزال تفضل التحرك الديبلوماسي ازاء اسلام اباد، وقال: "لا نزال ننتظر بعض النتائج الايجابية. ونريد ان نعطي الديبلوماسية فرصة من موقع قوة". ودفعت كل من الهندوباكستان بتعزيزات عسكرية الى الحدود المشتركة فيما مارست الولاياتالمتحدة ضغوطاً ديبلوماسية وقانونية لتخفيف التوتر بينهما وحذرت من ان الصراع لن يضر الا البلدين. وقطع وزير الخارجية الاميركي كولن باول عطلته لمناسبة عيد الميلاد ليتصل بالمسؤولين في الهندوباكستان من اجل دعوتهم الى العمل لنزع فتيل التوتر. وتحادث باول مرتين الاربعاء مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف ووزير الخارجية الهندي جاسوانت سينغ. كما اجرى اتصالاً مع وزير الخارجية البريطاني جاك سترو. ولمح مسؤول كبير في الخارجية الاميركية الى ان اتصالات باول ستتكرر، وقال في هذا الصدد: "نحن نتابع الوضع عن كثب". واعلن باول ان واشنطن اضافت على لائحة المنظمات التي تعتبرها ارهابية حركتي "العسكر الطيبة" و"جيش محمد" الناشطتين في كشمير واللتين تتهمهما الهند بالضلوع في الهجوم على البرلمان في نيودلهي الشهر الجاري. وأعلنت جماعة "العسكر الطيبة" معارضتها للقرار الاميركي اضافتها الى قائمة المنظمات الارهابية وأكدت انها ستواصل القتال لتحرير الجزء الهندي من كشمير. وقال افتب حسين الناطق باسم الجماعة ان "القرار لن يؤثر علينا. لسنا في حاجة الى اذن اميركي للقيام بالجهاد". ونفى الاتهامات التي توجهها الحكومة الهندية بمسؤولية حركته عن الهجوم على البرلمان الهند.