شهدت العلاقات الباكستانية - الهندية تطوراً مهماً، تمثل في اتصال هاتفي أجراه الرئيس الباكستاني برويز مشرف برئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي، وهو الأول من نوعه منذ الاعتداءات في الولاياتالمتحدة. ودعا مشرف، خلال الاتصال، فاجبايي، إلى زيارة باكستان لاستكمال الحوار الذي بدأ بينهما في حزيران يونيو الماضي. وأفادت وسائل الإعلام في إسلام اباد أن الرئيس الباكستاني انتهز الفرصة للإعراب عن ادانته للهجمات الأخيرة في كشمير، واعداً رئيس الوزراء الهندي بأن تستخدم بلاده نفوذها للعمل على وقف هذه الهجمات. وأبلغ مصدر ديبلوماسي باكستاني "الحياة" ان الاتصال استغرق نحو ربع ساعة مساء أول من أمس، وتم بمبادرة من الرئيس الباكستاني تجاوباً مع رغبة أميركية في هذا الشأن. وأضاف المصدر ان القيادة الباكستانية علمت من خلال الديبلوماسية الأميركية أن نيودلهي وجهت شكاوى إلى واشنطن في الأسبوعين الماضيين من أن إسلام آباد لا تفعل شيئاً لمحاربة الإرهاب في كشمير. ولم يتوان رئيس الوزراء الهندي خلال المكالمة مع مشرف عن الإشارة إلى هذا الأمر، قائلاً إن على إسلام اباد المبادرة إلى اعتقال المسؤولين عن أعمال العنف في كشمير. ورد الرئيس الباكستاني: "اننا ننظر في هذا الأمر". وأكد مشرف لمحادثه أن "باكستان بصفتها شريكاً في التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، لا يسعها إلا أن تدين أعمال العنف الأخيرة التي وقعت في سريناغار العاصمة الصيفية لولاية جامو وكشمير الواقعة تحت السيطرة الهندية. ومعلوم ان تنظيمات مسلحة كشميرية تنطلق من الشطر التابع لباكستان، والمعروف بكشمير الحرة، لشن هجمات على المناطق الواقعة تحت السيطرة الهندية، عبر الخط الأخضر الذي يفصل بين شطري المنطقة المقسمة. ورأى مشرف أن على البلدين العمل سوياً في سبيل خفض التوتر في المنطقة، وذلك عبر استئناف الحوار بينهما في إطار عملية أغرا التي اطلقاها في قمتهما الأخيرة. وشدد الرئيس الباكستاني على وجوب معالجة المشكلة من جذورها، من دون التطرق تحديداً إلى القرارات الدولية الداعية إلى اعطاء الكشميريين حق تقرير المصير. ودعا الرئيس الباكستاني رئيس الوزراء الهندي ووزير خارجيته جاشوانت سينغ إلى زيارة باكستان في أقرب فرصة ممكنة من أجل استئناف الحوار، متمنياً على نيودلهي التخفيف من حدة لهجتها في هذا الشأن. وكان وزير الخارجية الهندي شن أول من أمس حملة عنيفة على ما وصفه بالإرهاب عبر الحدود في كشمير، مؤكداً أن نيودلهي لا تعتزم تقديم أي تنازلات عمن وصفهم بالإرهابيين، في إشارة إلى قادة التنظيمات الكشميرية المسلحة الذين ينطلقون من الأراضي الباكستانية. في واشنطن رويترز، قال مسؤولون إن بعض أعضاء إدارة الرئيس جورج بوش ينتابهم القلق من أن تتخذ الهند خطوات من شأنها إثارة صراع مع باكستان، فيما يركز العالم على الحملة الأميركية على أفغانستان.