توجه رئيس الوزراء التركي بولنت أجاويد إلى واشنطن أمس، في زيارة وصفت بأنها "تاريخية"، إذ ستركز محادثاته على قضايا اقليمية بينها مستقبل العراق والقضية القبرصية والخلاف مع اليونان على بحر ايجه. وأعلن أن أنقرةوواشنطن تريدان "تعميق علاقاتهما الاستراتيجية"، فيما نقل مقربون إليه تأكيده أهمية ملف التركمان في العراق، وقوله إنه سيشدد على أن موقف تركيا يطالب بتخصيص اقليم حكم ذاتي للتركمان، في حال انتهت الأزمة في العراق بتخصيص مناطق للحكم الذاتي للأكراد في الشمال والشيعة في الجنوب، مع التذكير بتمسك أنقرة بوحدة أراضي هذا البلد. وقال أجاويد في كلمة ألقاها قبل توجهه إلى الطائرة إن الهدف الأول لزيارته واشنطن هو "توطيد العلاقات الاستراتيجية ورفع مستوى التعاون الاقتصادي"، لكن مصادر صحافية قريبة إليه أفادت أن الهدف الأساسي للزيارة هو "وضع النقاط على الحروف" في مسائل بينها الملف القبرصي وقوة التدخل السريع الأوروبية والخلاف الحدودي مع اليونان، إذ تتوقع أنقرة كسب دعم سياسي من واشنطن، خصوصاً بعدما أبدى رئيس الوزراء اليوناني كوستارس سيمتس انزعاجه من المواقف الأميركية ازاء تلك القضايا، خلال زيارته الولاياتالمتحدة الأسبوع الماضي. وتابعت المصادر أن الموقف التركي من العراق تبلور في إطار فحواه أن لا جدوى من معارضة هجوم عسكري أميركي يستهدف نظام الرئيس صدام حسين في حال أصرت الإدارة الأميركية على هذا الخيار، وأن المهم الآن بالنسبة إلى أنقرة هو التأكد من اشراكها في خطط واشنطن من أجل حساب النتائج السياسية لمثل تلك العملية. وأكدت المصادر أن الجيش التركي يفضل أن يتدخل مباشرة في شمال العراق في حال بدء الهجوم الأميركي تحسباً لأي تمرد كردي هناك يهدف إلى الانفصال عن العراق. واللافت في تصريحات أجاويد أمس تأكيده أن العلاقات التركية - الأميركية اكتسبت مزيداً من الأهمية بعد اعتداءات 11 أيلول سبتمبر. ويرافقه في الزيارة وفد رفيع المستوى يضم وزراء الخارجية اسماعيل جم والاقتصاد كمال درويش والطاقة زكي جاكان والتجارة الخارجية تونجا توسكاي. وسيزور أولاً واشنطن للقاء الرئيس جورج بوش الأربعاء، ويختتم زيارته الجمعة في نيويورك، حيث يزور ركام برجي مركز التجارة العالمية. كما سيلتقي نائب الرئيس ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد ووزير التجارة دون ايفانس، والمدير العام لصندوق النقد الدولي هورست كولر ورئيس البنك الدولي جيمس ولفنسون.