أنقرة - أ ف ب، رويترز - يبدأ رئيس الوزراء التركي بولند اجاويد الأحد زيارة الى الولاياتالمتحدة، الحليف التقليدي لتركيا، ستطغى عليها مسألة قبرص وموضوع التعاون في مجال الطاقة. ويلتقي اجاويد خلال هذه الزيارة التي تستمر اسبوعاً، ويرافقه فيها وزراء الخارجية اسماعيل جيم والطاقة جمهور ارسومر والاقتصاد رجب اونال، الرئيس بيل كلينتون الثلثاء في البيت الابيض، ويختمها بلقاء مع زعماء الطائفة اليهودية. فيما دعت وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت تركيا إلى العودة إلى التفاوض مع اليونان حول الجزيرة. ويرى المراقبون السياسيون ان الموضوعين البارزين اللذين سيبحثهما اثناء الزيارة سيكونان مسألة جزيرة قبرص المقسمة، ومشروع انبوب النفط بين باكو ومرفأ جيهان التركي الذي يرغب البلدان في بنائه لنقل الخام الاذربيجاني الى الاسواق العالمية. ويرغب كلينتون في حل المسالة القبرصية قبل نهاية ولايته في العام ألفين، ويدعو إلى اجراء مفاوضات مباشرة بين زعيمي المجموعتين في الجزيرة المقسمة منذ التدخل العسكري التركي، إلى شطرين يوناني في الجنوب وتركي في الشمال. لكن الزعيم القبرصي التركي رؤوف دنكطاش الذي يحظى بدعم انقرة يرفض المشاركة في أي مفاوضات، طالما لم يتم الاعتراف بجمهورية شمال قبرص التركية التي يرأسها ك"كيان" مساو لجمهورية قبرص، فيما أعلن الرئيس القبرصي غلافكوس كليريدس الخميس في نيويورك انه سيقبل دعوة الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان لعقد مفاوضات. وسيسعى كلينتون الى تليين الموقف التركي، متوقعاً ان يصر اجاويد على فكرة قيام كونفيديرالية بين "دولتين متساويتين" طرحها دنكطاش في آب اغسطس 1998 وتتضمن اعترافاً دولياً بجمهورية شمال قبرص التركية التي لا تعترف بها سوى انقرة. ويعتبر المحللون ان واشنطن تعتزم الافادة من مناخ التقارب بين تركيا واليونان اللتين جمعتهما الكارثة اثر الزلزالين اللذين ضرباهما، لمحاولة التخفيف من التوترات بين حليفيها في حلف شمال الاطلسي، وتفصل بينهما خلافات عدة لا سيما في بحر ايجه. ومن الممكن في هذا الاطار ان تقترح الولاياتالمتحدة على البلدين الحد من مناوراتهما العسكرية في بحر ايجه. كذلك يتوقع ان تتناول المحادثات الوضع في شمال العراق الخاضع منذ انتهاء حرب الخليج في العام 1991 لفصائل كردية متنافسة. إلى ذلك، من المنتظر ان يشدد المسؤولون الاتراك على اهمية الاسراع في تنفيذ مشروع بناء خط الانابيب بين باكو ومرفا جيهان التركي على البحر المتوسط وضرورة اقناع الشركات المعنية لتحقيقه. يشار الى ان الولاياتالمتحدةوتركياواذربيجان تمارس ضغوطا على الكونسورسيوم النفطي "اذربيجان انترناشيونال اوبريتينغ كومباني" ايه آي او سي لبناء هذا الخط. ويعتبر الكونسورسيوم الذي تقوده "بي بي اموكو" ويضم الشركتين الاميركيتين "اكسون" و"بنزويل" ان المشروع ليس قابلاً للتنفيذ، إذ أن تكلفته تقدر ب7،3 بلايين دولار، فيما تقدرها تركيا ب3،2 بليون دولار. من جهة اخرى، سيجري اجاويد في واشنطن محادثات مع رئيسي مجلسي الشيوخ والنواب ووزير التجارة وليام دالي للبحث في المساعدة الاميركية لتركيا بعد الزلزال العنيف الذي ضرب مناطقها الشمالية الغربية التي تضم صناعاتها الرئيسية في 17 آب الماضي. وفي هذا الصدد أفادت الاوساط الاقتصادية التركية ان انقرة قد تطلب من الادارة الاميركية تأجيل تسديد قسم من فوائد القروض الاميركية للتسلح، المقدرة قيمتها ببليون دولار لمدة سنتين. وتجدر الاشارة الى ان قراراً كهذا يتطلب مصادقة الكونغرس. كذلك سيكون موضوع زيادة حصص النسيج المفروضة من الولاياتالمتحدة على تركيا مطروحاً على جدول الاعمال. وسيلتقي اجاويد ايضا اثناء الزيارة رئيس البنك الدولي جيمس ولفنسون وممثلين عن الاوساط المالية. وسينهي زيارته في 30 أيلول سبتمبر الجاري بلقاء في نيويورك مع مسؤولي الطائفة اليهودية.