هدد رئيس الوزراء التركي بولند أجاويد بإلحاق شمال قبرصبتركيا في حال ضمت جمهورية قبرص اليونانية الى عضوية الاتحاد الأوروبي. وجاء ذلك في حديث أدلى به الى صحيفة "مللييت" تعليقًا على تصريح لوزير الخارجية التركي اسماعيل جم حذرفيه من أن تركيا قد تقدم على اتخاذ قرارات صعبة ومؤلمة في ما يخص القضية القبرصية ولو دفعت ثمن ذلك غالياً. وهذه المرة الأولى التي يتحدث المسؤولون الأتراك بوضوح عن إلحاق شمال قبرصبتركيا، بعدما كانوا يكتفون في الماضي بالتلميح الى ذلك من دون ذكره علناً خلال محادثاتهم مع الاتحاد الأوروبي حول مستقبل الجزيرة القبرصية. وزاد رئيس الوزراء التركي بأن تحدث عن الاطار الذي ستتم من خلاله عملية الالحاق أو الضم وهو من خلال إعطاء شمال قبرص حكماً ذاتياً لادارتها الداخلية، فيما تتبع لتركيا في سياستها الخارجية والدفاع. وذكر أجاويد أنه يفضل هذا الاطار على اعتبار شمال قبرص ولاية تركية جديدة. وكان نائب رئيس الوزراء التركي وزعيم حزب الحركة القومية دولت بهشلي صرح هو الآخر بأن تركيا مستعدة للتضحية بأي شيء في سبيل قبرص وذلك خلال مؤتمر صحافي عقده أول من أمس. وتأتي تصريحات المسؤولين الأتراك في إطار رسالة تهديد واضحة الى الاتحاد الأوروبي الذي يميل الى إعلان قبوله عضوية الجمهورية القبرصية العام المقبل، من دون انتظار حل المسألة القبرصية، وهو الموقف الذي تقول أنقره إنه يزيد من عناد القبارصة اليونانيين ويزيدهم تمسكاً بموقفهم حول ضرورة توحيد الجزيرة في ظل فيديرالية، فيما تصر أنقره على اعتراف دولي بجمهورية شمال قبرص التركية أولاً، ومن ثم الدخول في مفاوضات على أساس إعلان كونفيديرالية قبرصية بين شطرين تركي ويوناني. ورأى مراقبون أن أنقره التي ترى في الأفق سحباً ستخيم على علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي خلال العام المقبل في ما يخص مواضيع قبرص وقوة التدخل السريع الأوروبية ومحاربة الارهاب، تحاول الحصول على دعم أميركي لموقفها في القضية القبرصية بعد وصول المسؤولين الأتراك الى قناعة بأن الاتحاد الأوروبي سيضم قبرص إليه وسيعتبر الوجود التركي في شمال قبرص بمثابة احتلال لأراض تتبع للاتحاد، ما قد يثير مواجهة سياسية أو ربما عسكرية مع تركيا. وتستند هذه الرؤية الى توقيت اثاره الجانب التركي لهذه القضية والحديث عنها للمرة الأولى في شكل واضح وعلني من دون ترك مجال للتراجع أو التفاوض، خصوصاً أن تركيا أعلنت مشاركتها طوعاً الى جانب أميركا في الحرب ضد نظام "طالبان"، رغبة منها في أن تحصل على دعم سياسي أميركي لها من خلال محاولة الربط أو الاشارة الى تداخل المصالح التركية والاميركية الاستراتيجية، خصوصاً أن أنقره تعلم جيداً أن واشنطن لا ترغب في أن ترى قبرص أرضاً أوروبية خالصة بفضل موقعها الاستراتيجي بالنسبة الى المصالح الأميركية في المنطقة. اليونان وفي المقابل، اعتبر وزير الخارجية اليوناني اندرياس باباندريو في مقابلة مع صحيفة "اليفتيروس تيبوس" نشرت أمس، أن أثيناوأنقره لا يمكنهما سوى اتباع طريق السلام حتى وإن اختلفت مواقفهما حول مسألة قبرص. وأضاف الوزير اليوناني أن "الشيء الوحيد الذي يمكنني قوله حول تصريحات جيم هو أنه توجد آفاق واضحة جدًا لانضمام قبرص الى الاتحاد الاوروبي، ويمكن تركيا أن تسهم فيه بإشراك القبارصة الاتراك في المفاوضات قبل انضمام قبرص أو النظر الى المسألة كما فعلت". وذكّر بالتصريحات الاخيرة لرئيس المفوضية الاوروبية رومانو برودي الذي قال إن قبرص هي بين أول الدول التي ستنضم الى الاتحاد الاوروبي على رغم عدم التوصل الى حل لأزمة انقسام الجزيرة. وقال الوزير اليوناني إن هذه التصريحات "تعبّر جيدًا عن إرادة الاتحاد الاوروبي".