قال البابا يوحنا بولس الثاني ان "قانون القصاص والعمل بمبدأ العين بالعين والسن بالسن لن يفضي إلى السلام في الشرق الأوسط" وحض المجتمع الدولي على العمل لوقف عذاب الشعب الفلسطيني الذي قال انه يعاني منذ خمسين عاماً من ظلم الاحتلال الإسرائيلي. وقال في كلمته السنوية التقليدية أمام أكثر من 200 سفير معتمد في حاضرة الفاتيكان صباح أمس: "في ليلة عيد الميلاد المجيد رحلت إلى بيت لحم روحياً، ولشديد الأسف لمست ان الأراضي المقدسة التي شهدت عينا المسيح المخلّص فيها النور لا تزال أرضاً للنار والدماء بسبب ما يقترفه البشر". وأضاف البابا انه "ليس بإمكان أحد أن يغلق عينيه على الظلم الذي يقع على الفلسطينيين الضحايا منذ أكثر من خمسين عاماً". وشدد البابا على "حق الشعب الإسرائيلي في العيش في ظل ظروف آمنة" إلاّ أنه أضاف: "ليس من حقنا تناسي العشرات من الضحايا البريئة التي تسقط كل يوم من هذا الطرف أو ذاك تحت وابل الرصاص والنار". وأكد البابا ان "الأسلحة والعمليات الإرهابية ليست الوسيلة المناسبة لإيصال الرسالة إلى السياسيين وإلى المعنيين بالقضية". وكما فعل في أكثر من مرة في السابق دعا البابا يوحنا بولس الثاني طرفي الصراع في الشرق الأوسط إلى "احترام الطرف الآخر واحترام طموحاته وحقوقه في تطبيق قرارات الشرعية الدولية والانسحاب من الأراضي المحتلة وإقرار سيادة دولية بشأن الأماكن المقدسة في مدينة القدس الشريف" معتبراً هذه المطالبات "شروطاً قادرة على إعادة إطلاق جناح عملية السلام في تلك البقعة من الأرض وكسر المسلسل الجهنمي للكراهية والانتقام". وحض البابا المجتمع الدولي على "إيجاد الأساليب السلمية المناسبة التي تتيح له لعب دور مهم ومفيد"، واعتبر أن "هذا الدور بات مقبولاً ومطلوباً من الأطراف المعنية بهذا الصراع" وأكد البابا أنه "ليس بمقدور الإسرائيليين أو الفلسطينيين إلحاق الهزيمة أحدهما بالآخر في هذه الحرب، لكن بإمكان كلا الشعبين الانتصار في السلام". ودان البابا "الاعتداءات البغيضة التي وقعت في الحادي عشر من أيلول سبتمبر الماضي" واعتبرها "عدواناً همجياً" واعتبر "الكفاح ضد الإرهاب عملاً مشروعاً" إلا أنه حض على ضرورة أن يتزامن الدفاع المشروع عن النفس مع العمل على إيجاد واستنباط السبل المناسبة لاقتلاع الإرهاب من جذوره "ومن بين هذه السبل الأسباب التي تدفع إلى القيام بأعمال من هذا النوع". وأكد البابا أن "بإمكان الأديان أن تلعب دوراً مهماً وكبيراً في إحلال السلام ووقف الإرهاب"، مشيراً إلى اللقاء المنوي عقده يوم الرابع والعشرين من الشهر الجاري في مدينة آسّيسي الإيطالية للحوار بين الأديان. واكد البابا ضرورة "العمل من أجل أن يكون الحوار السبيل الوحيد في حل الخلاف القائم بين الهند وباكستان" ودعا المجتمع الدولي إلى تقديم "العون والمساندة إلى الحكومة الأفغانية الجديدة وإلى جهودها الرامية إلى تحقيق السلام في جميع أرجاء أفغانستان". وفي معرض التعليق على كلمة البابا يوحنا بولس الثاني دعا رئيس مجلس النواب الإيطالي بيير فيردينادو كازيني رئيس الحكومة الإيطالية سيلفيو بيرلوسكوني الى مواصلة جهوده الرامية إلى تنفيذ خطة تنمية اقتصادية للأراضي الفلسطينية أطلق عليها "خطة مارشال الخاصة بفلسطين" وقال كازيني "إن كلمات الحبر الأعظم هذه مناسبة لدعوة قصر كيجي مقر رئاسة الحكومة الإيطالية إلى مواصلة الجهود الرامية إلى دفع عملية السلام في الشرق الأوسط إلى الأمام وهو ما يحظى بدعم كامل من جميع القوى السياسية الإيطالية في البرلمان". وأضاف كازيني: "أدعو الحكومة الإيطالية إلى تنفيذ ما أعلنت عنه في الشهور الماضية بشأن خطة مارشال الخاصة لفلسطين"، مؤكداً "ان هذه الخطة بدورها حظيت بدعم واسع من البرلمان الإيطالي وتنسجم مع تطلعات بلدنا من أجل السلام في الشرق الأوسط". وقال: "إن على إيطاليا إسماع صوتها عالياً في هذا المضمار وبالذات في مجال إعادة الإعمار" في فلسطين. وأكد كازيني "ان المشروع المقترح يرمي إلى تأسيس أسس السلام في المنطقة من خلال المساهمة في تأسيس البنى الأساسية في دولة باتت تفتقر إلى هذه البنى الضرورية".