كثفت القاهرة اتصالاتها أمس لاحتواء التدهور في الاراضي الفلسطينية نتيجة الاجتياح الاسرائيلي، وأعلن في القاهرة ان وزير الخارجية السيد أحمد ماهر أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره الاميركي كولن باول تناول الاوضاع الخطيرة في فلسطين وضرورة وضع حد للاجتياح. ونقلت مصادر ديبلوماسية مصرية عن باول تشديده على الموقف الاميركي الداعي الى خلق الظروف الآمنة للطرفين، وتأكيده أنه على اتصال مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون ووزير خارجيته شمعون بيريز. وكان ماهر اجرى سلسلة من الاتصالات مع ممثلي الاتحاد الاوروبي ووزراء خارجية كل من السعودية والاردن وألمانيا وإيطاليا ووزير التعاون الدولي الفلسطيني الدكتور نبيل شعث، تناولت الاوضاع المتدهورة في فلسطين. كما وجه ماهر رسالة عاجلة الى الولاياتالمتحدة عن طريق السفير الاميركي في القاهرة دعا فيها الى تدخل اميركي سريع لوقف العدوان الإسرائيلي. ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط عن ماهر قوله في منتجع شرم الشيخ أن الحكومة الاسرائيلية تتجنب العودة الى طاولة المفاوضات لعلمها ان النتيجة ستكون بالضرورة تسوية عادلة يجمع العالم عليها ليس فقط في قرارات الاممالمتحدة بل كما حدث في مؤتمر مدريد للسلام. ورداً على سؤال عن عدم اقتران الاعلان الاميركي عن قيام دولة فلسطينية حتى الآن باجراء عملي من جانب واشنطن، قال ماهر ان الوقت لا يزال مبكراً للحكم على هذا التحرك الاميركي. وأعرب عن ثقته في أن ثمة رغبة أميركية أكيدة في معالجة المشكلة الفلسطينية بشكل يضمن الاستقرار والسلام والأمن، و"هذا يعني انها تسوية عادلة تستند الى مرجعيات الشرعية". ولفت ماهر الى ان حكومة آرييل شارون ادركت ان العالم سيتحرك لتسوية عادلة فبادرت بالسعي الى عرقلة وتعقيد هذا التحرك عن طريق ادخال الموقف الى دائرة العنف والعنف المضاد في محاولة للربط بين مقاومة الشعب الفلسطيني المشروعة والارهاب. ونواب مصريون وتلقى رئيس البرلمان المصري الدكتور فتحي سرور مذكرة من 18 نائباً تطلب عقد اجتماع طارئ لعدد من اللجان الفرعية لمناقشة العدوان الإسرائيلي، وإغلاق السفارة الاسرائيلية في القاهرة. وعُلم أن المذكرة التي تقدم بها نائب حزب الوفد السيد محمد عبدالعليم حملت تواقيع نواب من هيئات برلمانية عدة بما فيها الحزب الوطني الحاكم، وطالبت بعقد اجتماع مشترك للجان الامن القومي والشؤون العربية والخارجية يبحث في انعكاس التطورات الحادثة على قضايا الشرق الاوسط. وتعد هذه المذكرة الأولى داخل البرلمان التي تطلب اجتماعا طارئاً للجان نوعية في شأن القضية الفلسطينية، إذ كان معتاداً في الأسابيع الماضية تقديم اسئلة أو طلبات إحاطة للوزراء المختصين في خصوص دعم الانتفاضة. ودعا النواب الموقعون على المذكرة الحكومة المصرية الى "اتخاذ موقف مؤيد للرأي العام الشعبي في مصر ووقف كل أشكال التطبيع وإغلاق السفارة الإسرائيلية في القاهرة"، واعتبرت ان "الاجتياح الإسرائيلي لأراضي الضفة الغربية عدوان شامل يجب مواجهته فوراً". الفاتيكان الى ذلك ف ب أعرب البابا يوحنا بولس الثاني امس عن أسفه لما يدور من مواجهات بين الاسرائيليين والفلسطينيين في بيت لحم ودان "العنف، طريق الموت الذي ينبذه الله". وقال في خطاب القاه بعد قداس: "لقد تلقيت ببالغ الأسى والحزن انباء مقلقة من بيت لحم وبيت جالا. ان الحرب والموت وصلا حتى الى ساحة كنيسة المهد". وأضاف: "أكرر مجدداً، بالله عليكم، ان العنف هو طريق الموت والدمار للجميع وينبذه الرب وكرامة الانسان". فرنسا وحضت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان مساء أول من أمس "السلطات الاسرائيلية على وقف التصعيد العسكري ووضع حد فوري للاعمال التي قام بها الجيش الاسرائيلي في عدد من المدن الفلسطينية خلال الساعات الماضية". وجاء هذا البيان الذي وقعه وزير الخارجية هوبير فيدرين بعد المعلومات التي تحدثت عن توسيع الجيش الاسرائيلي عملياته العسكرية في الضفة الغربية حيث قتل ثمانية فلسطينيين. الكويت ودعت الكويت امس المجتمع الدولي الى "التدخل فورا" لوقف "الانتهاكات والجرائم" الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني. وفي بيان صدر في ختام اجتماعه الاسبوعي، عبر مجلس الوزراء الكويتي عن "قلقه لعمليات التصعيد الاسرائيلية الاخيرة المتمثلة باقتحام القوات العسكرية العديد من المدن والقرى الفلسطينية"، ودعا المجتمع الدولي "وراعيي عملية السلام بوجه خاص" الى "التدخل فورا لوقف الممارسات والانتهاكات والجرائم التي تقوم بها القوات الاسرائيلية ضد ابناء الشعب الفلسطيني وتأمين عودة الامن والاستقرار الى الاراضي الفلسطينية".