كاستلغوندولفو ايطاليا، روما - أ ف ب، رويترز - دعا الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات امس الى وقف فوري لكل صور العنف في الشرق الاوسط والى ارسال مراقبين دوليين. وقال عرفات للصحافيين في مؤتمر صحفي بالمطار قبل مغادرته ايطاليا انه يدعو من هنا في روما لوقف كل انواع العنف وارسال مراقبين دوليين فورا حتى يمكن تطبيق خطة لجنة ميتشل. واعلن الرئيس الفلسطيني انه وجد خلال زيارته في ايطاليا "تعهدا كاملا" ب"مساعدة ودعم" عملية السلام في الشرق الاوسط سواء لدى محاوريه الايطاليين او لدى البابا الذي استقبله امس. واضاف عرفات: "ان السلام خيارنا الاستراتيجي اريد ان أؤكد ذلك من روما". وفي رد على سؤال حول قدرته على وقف اعمال العنف شدد عرفات على انه "تعهد" بذلك وتطرق مجددا الى ضرورة انتشار مراقبين دوليين "حالا حالا حالا". وخلص الرئيس الفلسطيني قبل التوجه الى غزة الى القول: "يجب ان نوفر السلام لاطفالنا واطفالهم" الاسرائيليين. وعقد عرفات خلال زيارة لايطاليا استغرقت 24 ساعة محادثات مع رئيس الوزراء سيلفيو برليسكوني وقبلها مع البابا يوحنا بولس الثاني في مقره الصيفي كاستلغوندولفو. وتدعو خطة ميتشل لهدنة وفترة تهدئة وخطوات لبناء الثقة وصولا الى استئناف مفاوضات. وفي وقت سابق من يوم امس اعلن الفاتيكان ان البابا يوحنا بولس الثاني طالب "بحزم" بوقف كل شكل من اشكال العنف في الشرق الاوسط وباستئناف المفاوضات وذلك خلال استقباله الرئيس الفلسطيني. وافاد بيان صادر عن الفاتيكان ان البابا يرى ان الشرق الاوسط يشهد "عنفا لم يسبق له مثيل يواصل حصد الضحايا وبخاصة من المدنيين والسكان غير المسلحين". ولم يشر البيان الى تأييد البابا لإرسال مراقبين دوليين للاراضي الفلسطينية الامر الذي كان عرفات يسعى اليه. وقال مساعد الناطق باسم الفاتيكان شيرو بينيديتيني ان السلام "والوضع العنيف جدا" في المنطقة كانا في صلب المحادثات التي دامت 25 دقيقة خلال المقابلة الخاصة التي جرت في المنزل الصيفي للحبر الاعظم في كاستلغوندولفو في ضواحي روما. وقال الاب بينيديتيني "ان البابا بعد اعرابه عن اسفه للضحايا العديدين الذين سقطوا في المواجهات اكد مجددا وبحزم على ضرورة وقف جميع اشكال العنف، الناجمة عن العمليات او عن قمعها، والبدء بمساعدة الاسرة الدولية في المفاوضات التي تمثل الوسيلة الوحيدة التي تبعث الامل في التوصل الى السلام". واضاف "ان المحادثات تناولت المرحلة الراهنة في عملية السلام ووضع العنف الشديد والمستمر الذي ما زال يسفر عن سقوط ضحايا لا سيما بين المدنيين العزل والذي لم تنج منه حتى الاماكن المقدسة". وكان وزير الخارجية الايطالي ريناتو روجييرو حض الرئيس الفلسطيني اول من امس على "الاستمرار في طريق الحوار" حتى "لا تفشل مفاوضات السلام بسبب اولئك الذين يمارسون العنف". وفي بيان رسمي، ذكرت الوزارة انه غداة "الاحداث المأسوية في نابلس"، اكد روجييرو من جديد "قلق ايطاليا وشركائها الاوروبيين حيال مأزق المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين والذي تشوبه اعمال العنف". واضاف الوزير: "يجب عدم التفريط بأي فرصة للوصول الى السلام ووقف دوامة العنف". وجاء في المحضر الايطالي، ان الرئيس عرفات قال لمضيفه ان "الفلسطينيين مستعدون لتطبيق خطة ميتشل بلا شروط وفي المقام الاول ما يتعلق بارسال مراقبين محايدين". وشدد عرفات مع روجييرو على "اهمية رسالة" قمة مجموعة الثماني في جنوى. ودعت مجموعة الثماني التي تضم الدول الصناعية السبع الكبرى وروسيا، الى ارسال مراقبين شرط ان يوافق الطرفان الاسرائيلي والفلسطيني. وقال عرفات في هذا الصدد للصحافيين: "ارسلتم قوات الى البلقان والى مقدونيا والى جنوبلبنان من دون موافقة الاطراف، لماذا لا يمكننا القيام بالشيء نفسه عندنا؟".