تبادلت الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" بقيادة جون قرنق إتهامات في شأن تأخر إنعقاد جولة جديدة من المفاوضات تحت رعاية "الهيئة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف في شرق افريقيا إيغاد كان مقررا أن تبدأ الثلثاء في نيروبي. وحمل وزير الدولة في مستشارية السلام السودانية ديو ماطوك "الحركة الشعبية" مسؤولية تأخر انعقاد المفاوضات "بتغيبها المفاجئ على رغم وصول وفد المقدمة الحكومي الى نيروبي". وأكد ان حكومته "جادة وفوضت وفدها" الذي كان مقررا آن ينضم اليه مستشار الرئيس لشؤون السلام الدكتور غازي صلاح الدين. وعلق وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل أمس، متهما الحركة ب "الكذب". وقال إن رئيس وفدها نائب قرنق سيلفا كير لا يزال موجودا في مناطق العمليات بدل التوجه الى نيروبي للتفاوض. وأضاف: "نحن ننتظر رد وسطاء ايغاد لتحديد موعد جديد للمفاوضات". وافادت تقارير في الخرطوم أن طلب الحركة من الوسطاء ارسال طائرة لنقل كير واعضاء الوفد من الجنوب الى نيروبي "اربك الوسطاء واضطرهم الى ارجاء التفاوض الى اجل غير مسمى". وتحدثت عن "تعقيدات داخل الحركة لا تدعو الى التفاؤل بعقد المفاوضات أو احراز تقدم في شأن القضايا الخلافية". غير أن النطاق باسم الحركة ياسر عرمان رد تأخير انعقاد المفاوضات في تصريحات الى "الحياة" في اتصال هاتفي أمس، الى أن "ما حدث هو أن ترتيبات نقل وفد الحركة من المناطق المحررة الى نيروبي تتم عادة عبر وسطاء ايغاد. ونظرا الى موسم الامطار، تأخرت ترتيبات ارسال طائرة لنقل وفدنا الرفيع المستوى من الجنوب". وكرر نفي وجود أي عقبة سياسية امام المفاوضات التي كان مقررا أن تستمر حتى منتصف تشرين الثاني نوفمبر المقبل. ومن المنتظر أن ترفع سكرتاريا "ايغاد" التي تشرف على المفاوضات توصيات نهائية الى قمة الهيئة الافريقية التي تعقد بعد انتهاء الاجتماعات. وشدد عرمان على أن "وفدنا موجود ولا يزال ينتظر، ولدينا استعداد كامل لمناقشة كل بنود جدول الاعمال بذهن مفتوح". وكان مقررا أن تشكل لجنتان للتفاوض تتولى احداهما البحث في قضية ترتيبات الفترة الانتقالية في حين تركز الثانية على المسائل السياسية ومنها علاقة الدين بالدولة وتقرير المصير وقسمة السلطة والثروة.