} رحبت الحكومة السودانية بإعلان "الحركة الشعبية لتحرير السودان" موافقتها على استئناف مفاوضات السلام برعاية "السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف" ايغاد، وذلك بعد رفضها المشاركة في جولة المفاوضات التي كانت مقررة في نيسان ابريل الماضي في نيروبي. وفي موازاة ذلك، أعلنت "الحركة الشعبية" انها "حققت انتصارات جديدة" على القوات الحكومية في جنوب النيل الأزرق، وان المعارك ما زالت مستمرة في المنطقة. اعتبر مستشار الرئيس السوداني لشؤون السلام الدكتور نافع علي نافع موافقة زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" العقيد جون قرنق على استئناف مفاوضات السلام "تراجعاً" من "الحركة الشعبية"، وذكر ان رفض الحركة التفاوض في الجولة الماضية لم يكن له ما يبرره. وكان قرنق رفض المشاركة في مفاوضات نيروبي في نيسان ابريل الماضي، وقال ان الحكومة انتهكت اتفاقاً وقصفت مدنيين في الجنوب. وعبر نافع عن أمله في ان تعود "الحركة الشعبية" الى مفاوضات السلام مع الحكومة "بعقل وقلب مفتوح"، وجدد التزام حكومته اجراء المفاوضات في أي زمان ومكان تحدده هيئة "ايغاد". الى ذلك، أرجع وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل موافقة "الحركة الشعبية" على العودة الى التفاوض مع الحكومة الى "الضغط الدولي عليها في الفترة السابقة" متمنياً "استمرار الضغوط حتى تبدي الجدية التامة وتقتنع بوقف الحرب". واتهم العقيد جون قرنق بالمراوغة وعدم الجدية وقال: "ان الحكومة لن تغير من سياستها القائمة على تجنب قصف المدنيين والاستمرار في ضرب التجمعات العسكرية النشطة الى ان تلتزم الحركة الوقف الشامل لاطلاق النار". وقال: "لن ننتظر حركة التمرد حتى تفعل في المدن ما فعلته في مدينة قوقريال من دمار الأسبوع الماضي". وفي اسمرا، اكد الناطق باسم "الحركة الشعبية" ياسر عرمان ل"الحياة" ان قواته "حققت انتصارات عسكرية جديدة على القوات الحكومية في جنوب النيل الأزرق" في معارك ما زالت مستمرة حتى يوم أمس، واتهم الحكومة في الخرطوم بنهب مواشي المواطنين في بحر الغزال. وأوضح عرمان ان "الحركة" عقدت اجتماعاً لمجلس قيادتها في المناطق المحرة رأسه العقيد قرنق ونائبه سلفاكير ويوسف كوة، وعدد من أعضاء المجلس في الاسبوع الماضي. واضاف ان الاجتماع اكد تمسك الحركة بالحل السياسي الشامل عبر مبادرة "ايغاد". وقال ان الاجتماع "قرر رفض المشاركة في ما يسمى بمؤتمر جامع". وان "الحركة الشعبية" تتمسك بالمؤتمر الدستوري، الذي يجيء بعد انتهاء الفترة الانتقالية. واشار الى تمسك الحركة "بقضية الدين والدولة عبر الفصل بينهما في بلد متعدد الأديان والثقافات". وعن الأوضاع العسكرية، قال عرمان ان "الحركة احرزت انتصارات جديدة في معارك ضارية ما زالت مستمرة في جنوب النيل الأزرق مع القوات الحكومية". واضاف: "ان مجريات القتال تسير لمصلحتنا". وعن موقف الحركة من مشاركة "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض في مفاوضات "ايغاد" قال: "إننا نطالب بمفاوضات تضم نظام الخرطوم والتجمع الوطني الديموقراطي في اطار منبر موحد يضم مبادرة ايغاد بالتنسيق مع المبادرة المصرية - الليبية وسندعو لذلك في المفاوضات المقبلة". من جهة اخرى، اقر مجلس الوزراء السوداني تعديلات على قانون الصحافة اسقطت فقرة العقوبة الشخصية القاضية بحرمان الصحافي من النشر في الصحف لمدة اسبوعين، وقلصت سلطة مجلس الصحافة في تعطيل الصحيفة من شهرين الى اسبوعين.