} بدأت كينيا بالترتيب لعقد قمة للهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا "ايغاد" تخصص للبحث في انهاء الحرب الأهلية في جنوب السودان، كما بدأت سكرتاريا المنظمة الإعداد لجولة ثانية من المفاوضات المباشرة والمستمرة بين الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" بقيادة العقيد جون قرنق التي من المنتظر ان تبدأ الاثنين المقبل وتستمر لمدة شهرين، في ظل تباعد مواقف طرفي النزاع وتحفظ الخرطوم على قمة جديدة ما لم يتفق على وقف اطلاق النار. أفادت تقارير صحافية في الخرطوم امس ان الرئاسة الكينية بدأت بإجراء اتصالات مع رؤساء أوغنداواثيوبيا واريتريا وجيبوتي والسودان لعقد قمة للهيئة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف في شرق افريقيا ايغاد المعنية بملف السلام في السودان خلال ايلول سبتمبر المقبل، تنفيذاً لتوصية القمة الطارئة السابقة التي عقدت في نيروبي في حزيران يونيو الماضي، وفشلت في جمع الرئيس عمر البشير مع زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" العقيد جون قرنق، لكنها قررت تشكيل لجان دائمة للتفاوض بين طرفي النزاع لتضييق شقة الخلاف على القضايا الاساسية التي تحول دون التوصل الى اتفاق لوقف الحرب في جنوب السودان. غير ان مصادر سياسية مطلعة استبعدت حضور البشير أو أي ممثل له هذه القمة، في حال انعقادها، ما لم يتم التوصل الى وقف للنار. وهو المطلب الذي تتمسك به الخرطوم كمدخل للمفاوضات. وزار مستشار الرئيس السوداني لشؤون السلام الدكتور غازي صلاح الدين اديس ابابا وجيبوتي، ناقلاً وجهة نظر الخرطوم في شأن مساعي السلام ومبادرة "ايغاد" والجهود المصرية - الليبية للوفاق، ومساعي الرئيس النيجيري اوليسيغون اوباسانجو لاستضافة القوى الجنوبية السودانية خلال الفترة المقبلة لتعزيز جهود احلال السلام. وتجري سكرتاريا "ايغاد" ترتيبات ايضاً لعقد جولة جديدة من الاجتماعات المباشرة بين الحكومة والحركة الشعبية ينتظر ان تبدأ الاثنين المقبل، وتستمر شهرين. وتقترح السكرتاريا، بصورة غير رسمية، ان يكون تمثيل طرفي النزاع رفيعاً. وترى ان يقود الوفد الحكومي مستشار الرئيس لشؤون السلام ووفد الحركة الرجل الثاني فيها سلفا كير. لكن الحكومة غير متحسمة لرفع مستوى وفدها في هذه المرحلة، نظراً الى عدم تفاؤلها بإمكان احراز تقدم ملموس في اتجاه حسم القضايا الخلافية. وينتظر، بحسب جدول المفاوضات المقترح، ان يقتصر النقاش على البنود الثلاثة الأولى من اعلان المبادئ الذي وضعته "ايغاد" العام 1994 والمتعلقة بالعلاقة بين الدين والدولة واقتسام السلطة والثروة وشكل الحكم مع الأخذ في الاعتبار القضايا التي توصل فيها الطرفان الى اتفاق حسب تقرير اللجنة السياسية المشكلة من الجانبين التي عقدت جلسات عدة خلال العام الماضي. وخلافاً لاقتراح الوفد الحكومي في مفاوضات اللجنة السابقة، التي عقدت في نيروبي منتصف الشهر الجاري والداعي الى مناقشة وقف النار أولاً، فإن سكرتاريا "ايغاد" استبعدت هذا الاقتراح الذي رفضته بشدة "الحركة الشعبية"، مؤكدة موقفها من ان وقف النار لن يحدث إلا بعد التوصل الى اتفاق سياسي وليس قبل ذلك. وعلم ان الحكومة السودانية التي باتت تتشكك في جدوى الاستمرار في مساعي "ايغاد" غير راضية عن مواقف نيروبي التي ترأس اللجنة الخماسية المعنية بملف السلام في السودان. وستظل تحتفظ بمستوى منخفض من التعامل مع المبادرة، وبدأت تفكر في تجاوزها حيث تقترح ضم اثيوبياوجنوب افريقيا الى جهود مصر وليبيا للوفاق والسلام، على رغم خلاف الاخيرتين على عقد قمة عربية - افريقية لتسريع خطوات اقرار تسوية سياسية في السودان.