أعلن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات نفسه امس "مشروع شهيد" في ضوء تصعيد اسرائيل سياسة الاغتيالات التي طاولت قياديين سياسيين في المقاومة الفلسطينية. وقال عقب محادثات اجراها امس مع رئيس الوزراء الاردني السيد علي ابو الراغب ان الاغتيالات الاسرائيلية "جريمة ضد القانون، ونحن جميعاً مشاريع شهادة". واضاف الرئيس عرفات ان الجيش الاسرائيلي بدأ ينفذ "خطة اورانيم" وهي كلمة عبرية تعني "جهنم"، بعدما انتهت فترة ال100 يوم الاولى التي وعد شارون الشعب الاسرائيلي ان ينهي خلالها الانتفاضة. إلا انه لم يوضح تفاصيل الخطة. ووصف لقاءه برئيس الوزراء الاردني، والذي اعقب زيارة العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الى الاسكندرية ومحادثاته مع الرئيس حسني مبارك، بأنه كان "معمقاً وتناول ادق التفاصيل". وذكرت مراجع سياسية موثوق بها ل"الحياة" أن الجانبين الاردني والمصري اتفقا على ضرورة بلورة استراتيجية فلسطينية واضحة تستطيع عمان والقاهرة دعمها بالوسائل المتاحة. واضافت ان غياب الاستراتيجية في التصعيد الاسرائيلي "يجب ان يقابله استراتيجية تستهدف وقف العدوان الاسرائيلي وسحب أي غطاء سياسي يمكن ان تستخدمه الحكومة الاسرائيلية لتبرير تصعيدها الخطير". واستقبل الرئيس الفلسطيني في وقت لاحق الملك عبدالله الذي اكد ان الخروج من دوامة العنف الحالية "يتطلب تحركاً سياسياً فاعلاً من قبل مختلف الاطراف للتوصل الى حلول سلمية للقضايا العالقة كافة". وأكد ان استمرار سياسة التصعيد والعنف "سيزيد من تفاقم الاوضاع ويساهم في خلق التوتر في المنطقة". واتفق الزعيمان خلال اللقاء الذي حضره رئيس الوزراء الأردني ووزير الخارجية عبد الإله الخطيب ومدير المخابرات العامة الفريق سعد خير واعضاء الوفد الفلسطيني المرافق على "تكثيف الاتصالات مع الولاياتالمتحدة لحض الادارة الاميركية على التحرك الفوري واستخدام ثقلها السياسي من اجل ايجاد مخرج سلمي للمأزق الذي وصلت اليه عملية السلام، تمهيداً لإيجاد المناخ الذي يعيدها الى المسار الصحيح". وضم الوفد الفلسطيني المرافق للرئيس الفلسطيني الذي غادر عمان في وقت لاحق متوجهاً إلى مصر رئيس المجلس التشريعي احمد قريع ووزير التخطيط والتعاون الدولي نبيل شعث وعضو اللجنة التنفيذية غسان الشكعة ومستشار الرئيس الفلسطيني نبيل ابو ردينة والسفير الفلسطيني في عمان عمر الخطيب. وكان عرفات أكد استعداده لقاء وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز بشرط الاتفاق على اجندة المحادثات، مشيراً إلى انه كان التقى بيريز في مرات سابقة. واتفق الرئيس الفلسطيني وابو الراغب في تصريحات عقب المحادثات على ضرورة انسحاب القوات الاسرائيلية من الاراضي الفلسطينية ورفع الاغلاق عن المدن الفلسطينية ووقف سياسة الاغتيال وتطبيق توصيات ميتشل المنسجمة مع المبادرة الاردنية - المصرية كخطوة اولى لسياسة شمولية لإعادة بناء الثقة بين الطرفين والعودة الى طاولة المفاوضات.