توافدت الجماهير الى ملعب الأمير عبدالله الفيصل قبل موعد المباراة بثماني ساعات. وأقفلت الأبواب قبل انطلاق اللقاء بنحو ساعة ونصف الساعة لعدم وجود أماكن شاغرة. ويتسع الملعب ل19 ألف متفرج، لكن مسؤولاً في مكتب رعاية الشباب في جدة قال ل"الحياة" ان 30 ألفاً حضروا المباراة. وبدأت الجماهير المباراة على طريقتها الخاصة، قبل موعدها من خلال الأناشيد والأغاني الحماسية. وقد خصص المدرج الجنوبي للجمهور الايراني الذي حضر من المناطق المجاورة لمدينة جدة. توزع خلف مرميي الفريقين 30 مصوراً سعودياً و20 مصوراً ايرانياً، و"غطوا" المنتخبين خلال تصوير افرادهما اثناء عزف السلام الوطني للبلدين. مع نزول اللاعبين الى أرض الملعب اطلقت البالونات الخضراء والبيضاء، وأطلقت الألعاب والمفرقعات النارية لدى تسجيل الهدفين السعوديين. تجوّل المدرب ناصر الجوهر داخل الملعب قبل دخول لاعبيه لاجراء الاحماء، وظلّ واقفاً يراقب حتى قبل اطلاق الحكم لصافرته بدقيقة واحدة. في المقابل، بدا القلق واضحاً على مدرب منتخب ايران الكرواتي ميروسلاف بلازيفيتش، ولم يتوقف عن التدخين. فوجئت الجماهير السعودية عندما لفظ المذيع في الملعب اسم الحكم البرازيلي سايمون كارلوس، لأنه يشبه اسم حكم المباراة في طهران وهو الاسترالي سايمون، الذي ظلم "الأخضر" في قراراته. بدّل لاعبو "الأخضر" قمصانهم بين شوطي المباراة نظراً للرطوبة الشديدة. كان الثنائي محمد الخليوي ومحمد الدعيع الوحيدين من اللاعبين البدلاء الذين رافقوا زملاءهم الى غرفة الملابس خلال الاستراحة ما بين الشوطين. المهاجم الحسن اليامي لقي تشجيعاً مميزاً لحظة نزوله وردّ التحية بتسجيله هدفاً. لم يكن بلازيفيتش يتوقع ان يسجل منتخبه هدف التعادل، ومن شدة فرحته قام بحركات "هستيرية" واستمر واقفاً يوجه لاعبيه، ما حدا بالحكم المساعد لتحذيره وتهديده بالطرد. بكى محمد نور متأثراً الخطأ الذي تسبب به ونجم عنه هدف التعادل الايراني. وهدأ زملاؤه من روعه ووعدوه بالتعويض في اللقاءين المقبلين. دخل لاعبو "الأخضر" معسكراً اعدادياً في مدينة تبوك استعداداً للمباراة مع العراق المقررة مساء الجمعة المقبل في عمان. وسيعمل الجوهر والجهاز الاداري على اخراجهم من حالة الاحباط، علماً ان احدهم وقد رفض ذكر اسمه ل"الحياة" اكد "ان الحالة عادت الى طبيعتها عقب اجتماع نائب الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل باللاعبين الذي اكد للجميع ان اللقاء انتهى، والمطلوب الفوز في المباراتين الباقيتين".