نجح "التنين الصيني" في الحصول على أول ثلاث نقاط له في مستهل مبارياته ضمن التصفيات الآسيوية الحاسمة المؤهلة الى نهائيات كأس العالم 2002، اثر فوزه على الامارات 3 صفر الشوط الأول 3 صفر في شنيانغ ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية، فتصدر الترتيب بفارق الاهداف عن الامارات التي سبق ان فازت على أرضها على أوزبكستان 41. وتلتقي الامارات مع قطر في أبو ظبي والصين مع عُمان في مسقط يوم الجمعة المقبل. وسجل لي جيابينغ 3 وهونغ كي 20 وهاوهاي دونغ 34 الأهداف الثلاثة للصين. وشهد الشوط الأول سيطرة صينية واضحة أهلتهم لحسم الموقف باكراً في مصلحتهم، وكشّر الاماراتيون عن أنيابهم في الشوط الثاني، بعدما كانوا حملاً وديعاً في الأول، لكن ضغطهم لم يغيّر في النتيجة. استهل المنتخب الصيني المباراة بهجوم مكثف سعياً الى تقدم سريع، فلم يجد لاعبو الامارات امامهم مخرجاً غير اقفال منطقتهم الخلفية والاعتماد على الكرات المعاكسة، بيد ان الارتباك كان واضحاً على أداء خط الدفاع ومن خلفه حارس المرمى جمعة راشد، فأسهما في ولوج مرماهم الهدف الصيني الأول. واستمر الأداء الاماراتي بارداً حتى بعد دخول الهدف الثاني مرماهم، ثم جاء الهدف الثالث وسط خلخلة دفاعية اماراتية غير مبررة، على رغم تفنن الصينيين في طلعاتهم وشن الهجمات من كل حدب وصوب. وفي الشوط الثاني، ظهر المنتخب الاماراتي بعطاء أفضل، واستطاع مهاجموه الوصول الى المرمى الصيني أكثر من مرة، لكن من دون ان يشكلوا الخطورة المطلوبة، في حين مال الأداء الصيني الى الهدوء خصوصاً ان التقدم بثلاثة أهداف اعطى عناصر بورا ميلوتينوفيتش نوعاً من الاطمئنان. وكثف الاماراتيون من محاولاتهم الهجومية في الدقائق الأخيرة بحثاً عن هزّ الشباك الصينية، خصوصاً بعدما شكّل الثنائي زهير بخيت وبخيت سعد صاحبا الخبرة، الخطورة المطلوبة، ما منح زملاءهم دفعة معنوية قوية. بيد ان التسرع امام المرمى حال دون مبتغاهم، فضلاً عن صلابة الدفاع الصيني. ميكايلي وسانتراتش تباينت ردود الافعال عقب خسارة المنتخب السعودي امام "مضيفه" الايراني صفر2، وأجمع عدد من الرياضيين على ان الحكم الاسترالي سايمون ميكايلي سلب حقاً مشروعاً من "الأخضر" عندما احتسب ضده ركلة جزاء ظالمة وطرد لاعبه صالح الصقري. وأبدى مدرب المنتخب السعودي اليوغوسلافي سلوبودان سانتراتش تذمره الشديد من قرارات الحكم، وقال غاضباً: "لم اشاهد طيلة حياتي حكماً بهذا الشكل الغريب، فلقد افسد المباراة تماماً باخطائه القاتلة والتي منحت الفوز للمنتخب الايراني". وأضاف: "لا بد ان يعاقب الحكم من قبل المسؤولين في الاتحاد الآسيوي وألاّ يمر الامر من دون حساب". وعن أداء لاعبي "الاخضر" في المباراة قال سانتراتش "قدم اللاعبون عرضاً ممتازاً بيد ان الحكم افقدهم اعصابهم وامر طبيعي ان يحدث ذلك". وأكد على ان آمال المنتخب السعودي لا تزال قائمة في بلوغ النهائيات و"الخسارة من ايران لا تعني نهاية المشوار". وشدد على ان لاعبيه سيستعيدون بريقهم في المباراة المقبلة امام العراق "اتمنى ان لا ارى حكماً اخر يسلبنا حقوقنا امام العراق". وفي المقابل أعرب مدرب إيران الكرواتي ميروسلاف بلازيفيتش عن سعادته الغامرة بالفوز "كنت واثقاً بقدرة لاعبيّ على تخطي المنتخب السعودي صاحب الانجازات والامكانات". وأكد على ان ايران ستتأهل الى النهائيات، وقال بثقة متناهية: "جئت لتدريب ايران وأنا على يقين بانني سأقودها الى المونديال". الجابر مندهش والتقت "الحياة" قائد "الأخضر" سامي الجابر الذي هاجم بدوره حكم المباراة قائلاً: "حدث ما كنت اخشاه من الحكم الاسترالي وسلب منا حقوقنا وسط مرأى من الجميع، وطيلة مشواري لم اشاهد ركلة جزاء تحتسب والكرة في يد الحارس!". وأبدى دهشته من الاتحاد الاسيوي لاسناده مباراة كبيرة لحكم لا يملك من الخبرة في "عالم المستديرة" شيئاً، مشيراً الى انه ارتكب اخطاء واضحة "تعرضنا لضرب قوي من قبل لاعبي ايران ولم يحرك الحكم ساكناً وطرد صالح الصقري من دون وجه حق وأتساءل الى متى نتعرض لهذا الظلم من الحكام واين المسؤولين في الاتحاد الآسيوي؟". وطمأن الجماهير بان "الأخضر" سيستعيد توازنه ويمسح الصورة الماضية. ولم يخالف الحارس السعودي محمد الخوجلي رأي زميله الجابر، وقال والدمع يملأ عينيه: "تعرضنا لظلم لا حدود له من الحكم. ونفذ مراده وفوجئت وهو يطلق صافرته محتسباً ركلة جزاء للايرانيين من دون وجه حق، كنت ممسكاً بالكرة ولم اعق اللاعب الايراني علي رضا مطلقاً". وأكد ان المنتخب السعودي قادر على اجتياز العقبات وحصد النقاط في المباريات المقبلة مشيراً الى ان "ردنا سيكون قاسياً في جدة". وقال الصقري: "لا اعلم كيف طردت. انا لم ارتكب خطأ وتحايل اللاعب الايراني على الحكم فرفع البطاقة الحمراء في وجهي، وهذا يدل على نقص الخبرة لديه". تأهل ناجز في المقابل، أعرب عدد من اللاعبين الايرانيين عن سعادتهم بالفوز في افتتاح مبارياتهم ضمن التصفيات الحاسمة. وقال القائد علي دائي صاحب هدفي الفوز ان المباراة كانت قوية من الطرفين. "استطعنا ان نطبّق تكتيك المدرب بلازيفيتش ونحصد نقاط المباراة، ودائماً يكون للفوز على المنتخب السعودي مذاق خاص نظراً للتنافس الشديد في ما بيننا منذ أمد طويل". وأضاف ان "المنتخب الايراني سيبلغ النهائيات من دون ان يتعرض لأي خسارة وسنحقق انجازاً فريداً في هذه التصفيات ولن نفرط في اي من النقاط وستشاهدون ذلك". وأكد علي كريمي على ان حكم المباراة لم يمنحهم الفوز كما قال السعوديون: "كنا الأفضل على مدار الشوطين وتهيأت لنا فرص عدة للتسجيل بيدَ ان الحظ لعب دوراً كبيراً". ورفض التعليق على صحة ركلة الجزاء التي احتسبت له، وقال: "في الامكان توجيه السؤال الى الحكم نفسه". وكان سانتراتش اجتمع باللاعبين بعد نهاية المباراة في غرفة الملابس وهنأهم على ادائهم ورفع من معنوياتهم. التعويض هدف مشترك يحمل لقاء أوزبكستان وقطر اليوم في طشقند في ختام الجولة الثانية للمجموعة الثانية عنوان التعويض المشترك، بعدما وقعت قطر في فخ التعادل السلبي مع عُمان في الدوحة، وتعرضت اوزبكستان لخسارة ثقيلة امام الامارات 1-4، وبات اي تعثر جديد لأحدهما بمثابة دخوله في دوامة للحاق بالمنتخبات الاخرى للمنافسة على بطاقة المجموعة. ولن تكون المهمة سهلة على "العنابي" الذي كان يأمل ببداية افضل من التي حققها امام عمان وعرض ارقى يعكس الإعداد الجيد له الذي توجه بنتائج لافتة في المباريات الودية. ويجب ان يكون مدربه، البوسني جمال حاجي، حذراً في التعامل مع هذه المباراة وأن يحدد اهدافه مسبقاً، فإما اعتماد خطة هجومية واضحة واللعب من اجل الفوز منذ البداية لمباغتة الاوزبكستانيين، او التركيز على تأمين الناحية الدفاعية والانطلاق بالهجمات المرتدة لخطف الاهداف. وأهمية تحديد الهدف تكمن في خوض منتخب اوزبكستان المباراة على ارضه وبين جمهوره وفي كونه يريد نفض غبار الخسارة الثقيلة التي مني بها امام الامارات وعكس حقيقة مستواه وقدرات لاعبيه على المنافسة، بعدما عزا الجميع السبب في الخسارة الى حرارة الجو المرتفعة والرطوبة الشديدة في ابو ظبي. كما ان فترة الحذر بالنسبة الى القطريين ضرورية لمعرفة ما يضمر المدرب الروسي فلاديمير سالكوف في بداية المباراة، وسيكون لعامل الخبرة لدى اللاعبين دوره في التعامل مع المجريات، خصوصاً انهم يدركون ان اوزبكستان لن ترضى بخسارة ثانية على التوالي لأن الجمهور لن يرحم اللاعبين بعد ذلك. واكد سالكوف "معلوماتي كافية عن قطر وسنواجهها بالاسلحة المناسبة وسنلعب لانتزاع الفوز لنبقي على آمالنا في المنافسة على بطاقة المجموعة". واعتبر المهاجم جعفر اريسميتوف "الطقس فعل بنا كل شيء في الامارات وأثّر على ادائنا في شكل واضح وكان للخسارة عوامل نفسية علينا لكن مباراتنا مع قطر لن تكون مماثلة".