يتطلع المراقبون لمواجهة منتخبنا الوطني ومنتخب إيران اليوم في بداية مشوارهما في تصفيات كأس العالم لمواجهة أخرى غير المباراة وهي تلك التي ستجمع المدرب السعودي ناصر الجوهر ونظيره الإيراني علي دائي، فبعيداً عن كون المدربين يتشابهان في كثير من الأمور حيث إنهما يشرفان على منتخبي بلديهما إلى جانب كونهما لاعبين سابقين حيث حمل الجوهر شارة القيادة في منتخب بلاده خلال السبعينات بينما كان دائي يقود المنتخب الإيراني حتى كأس العالم الأخيرة في ألمانيا 2006، فإن حالة الترقب تأتي في هذه المباراة بسبب التصعيد الكلامي الذي حدث بين المدربين قبل المواجهة المنتظرة لا سيما من جهة المدرب الإيراني الذي ظل حتى وقت قريب يلوح بقدرته على إسقاط الأخضر في عقر داره بل وذهب إلى أعظم من ذلك حينما حاول الاستخفاف بإمكانياته وقدرات لاعبيه الفنية. علي دائي ( 39سنة) قال في آخر مؤتمر صحفي له متطرقاً للمنتخب السعودي ولاعبيه: "على الرغم من أن ياسر القحطاني وحسين عبدالغني يمتلكان الخبرة في اللعب بكأس العالم، فإن لدينا لاعبين أفضل منهما بكثير". وأضاف: "إذا كنا سنقلق من دعوة نجوم السعودية للعب ضدنا فإن من الأفضل أن لا نذهب ونلعب هناك". في المقابل فإن تصريحات ناصر الجوهر (63) سنة كانت أكثر اتزاناً من جهة تعاطيه مع منافسه رغم تشنجه تجاه الانتقادات التي واجهها محلياً إذ ظل يؤكد على احترامه للمنتخب الإيراني كفريق قوي ويملك لاعبين مميزين بيد أنه لم يتأخر لحظة في التأكيد على جاهزيته لكسب المباراة. المواجهة الإعلامية بين دائي والجوهر ذكرت المتابعين بتلك المواجهة التي حدثت بين الأخير ومدرب إيران في العام 2001الكرواتي ميروسلاف بلازيفيتش الذي توعد بالانتحار على أسوار مدينة جدة ما لم يتأهل لكأس العالم في كوريا واليابان من بوابة المنتخب السعودي، وهو ما لم يحدث حيث لم يتأهل الإيرانيون ولم ينتحر بلازيفيتش بيد أنه تعلم منذ ذلك اليوم كيف يحترم خصمه بعد أن لقنه الجوهر درساً لن ينساه. وفي مواجهة اليوم يمني السعوديون أنفسهم أن يفعلها الجوهر مع دائي كما فعلها قبل سبعة أعوام مع سلفه بلازيفيتش ليتعلم المدرب الإيراني أن الانتصارات لا تأتي بالكلام وإنما بالفعل.