فرانكفورت، لندن - "الحياة"، رويترز - ترك البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة من دون تغيير امس الخميس كما كان متوقعاً في الاسواق، لكن بعض التصريحات من عدد من اعضاء مجلس ادارته تركت الباب مفتوحاً امام خفض آخر لأسعار الفائدة. وقال البنك انه ترك الحد الأدنى لسعر الاقتراض مستقراً عند مستوى 3.75 في المئة، بعدما خفضه بمقدار 50 نقطة اساس قبل 10 أيام، في خطوة منسقة مع البنوك المركزية الرئيسية في العالم، رداً على الهجمات التي تعرضت لها الولاياتالمتحدة. ولم يعط البنك تفاصيل اخرى عن قراره. وتوقع اقتصاديون استطلعت وكالة "رويترز" آراءهم وعددهم 45 اقتصادياً، قبل اعلان قرار البنك، ان يتخذ البنك قراراً بعدم تغيير سعر الفائدة. لكنهم توقعوا ايضاً ان يخفض البنك سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في وقت قريب بسبب المخاوف المتزايدة من حدوث ركود عالمي. وقبيل الاجتماع، قال فيتور كونستانسيو احد أعضاء مجلس البنك ل"رويترز" ان الركود مستبعد الآن، على رغم التوقعات بأن تتأثر منطقة اليورو 12 دولة من أصل 15 في الاتحاد الأوروبي من جراء الهجمات على الولاياتالمتحدة. وقال عضو آخر في المجلس هو انتونيو فاتسيو، رئيس البنك المركزي الايطالي، ان البنك المركزي الأوروبي يحتاج لبضعة اسابيع اخرى لتقويم حال الاقتصاد. في لندن، ارتفع الدولار الاميركي الى أعلى مستوياته منذ نحو اسبوعين ازاء الين الياباني امس، بعدما تدخل بنك اليابان المركزي في سوق الصرف للمرة الثالثة هذا الاسبوع داعماً الدولار للحد من ارتفاع الين. وتحسن الدولار ايضاً نحو ثلث نقطة مئوية ازاء اليورو الأوروبي قبل اعلان قرار البنك المركزي الأوروبي في شأن اسعار الفائدة. كما ارتفعت العملة الاميركية اكثر من نصف نقطة مئوية ازاء الفرنك السويسري مع اقبال المستثمرين على بيع الفرنك لجني الارباح. ويذكر ان الأزمة الدولية الراهنة كانت شجعت المستثمرين على التحول من الدولار الى الفرنك السويسري الذي يعتبر ملاذاً آمناً. وتدخل بنك اليابان لحساب وزارة المال امس مشترياً الدولار ازاء الين في طوكيو. واستمرت عمليات الشراء لتدفع اطرافاً آخرين في السوق الى الشراء عند مستوى أعلى من سعر 118 يناً. وبلغ الدولار أعلى مستوى له منذ اسبوعين عند 118.70 ين. وقال توني نورفيلد كبير محللي أسواق العملات في بنك "اي بي ان امرو" "ان الدولار يبدو الآن في حال أفضل بكثير بعدما ارتفع عن 118.50 ين وهذه فعلاً أول علامة مشجعة". لكنه اضاف: "ان السبب الذي يدعو لتوخي الحذر في شأن الرأي بأن الدولار غير اتجاهه كون مصدر المشتريات المسؤولين اليابانيين لا السوق الحرة". ومعلوم ان اليابان كانت تسعى الى الحد من ارتفاع الين للحيلولة دون تزايد الضغوط الانكماشية ولمساعدة المصنعين المحليين. ومن الأسباب التي ساعدت في ارتفاع الين إقبال الشركات على تحويل اموال من الخارج الى داخل البلاد قبل اغلاق دفاتر الحسابات في نهاية نصف السنة المالية في الأيام القليلة المقبلة. وتم التداول بالدولار بأسعار تقترب من أعلى مستويات الجلسة الصباحية عند 118.75 ين في التاسعة والنصف بتوقيت لندن، أي بارتفاع نحو نقطة مئوية كاملة عن مستوى الاغلاق في نيويورك أول من امس ونحو 2.5 في المئة عن أدنى مستوى منذ 7 اشهر والذي سُجل الاسبوع الماضي. من جهته، ارتفع الجنيه الاسترليني نحو ربع نقطة مئوية ازاء اليورو في التداولات الصباحية في لندن امس. وعزا المحللون ذلك الى الارقام عن مؤشر ثقة المستهلكين والتي جاءت "ايجابية". وتراجع مؤشر ثقة المستهلكين للشهر الثالث على التوالي الى ناقص 1 في ايلول سبتمبر الجاري، لكنه ظل متماشياً مع التوقعات. وشكلت هذه الاحصاءات أول رصد لرد فعل المستهلكين البريطانيين منذ الهجمات الانتحارية التي تعرضت لها الولاياتالمتحدة. فقد سجل المؤشر ناقص ثلاثة في الاستطلاعات التي جرت بعد 11 ايلول سبتمبر بالمقارنة مع ناقص واحد قبل الهجمات.