استقبل الرئيس حسني مبارك امس وفد "الترويكا" الأوروبية الذي يضم وزير الخارجية البلجيكي لويس ميشيل، ويواصل جولة على المنطقة. وعقب المقابلة صرح ميشيل بأن الوفد عقد اجتماعاً مثمراً مع مبارك، "جئنا الى القاهرة وفي حوزتنا ثلاث رسائل، الأولى تقدير الموقف المصري الرافض لأحداث 11 ايلول سبتمبر في الولاياتالمتحدة، والثانية شرح السياسة الجديدة ازاء مكافحة الارهاب، والثالثة البحث في اجراءات وتدابير اضافية ملموسة يمكن اتخاذها لمكافحة الارهاب ومن يرعونه ويؤوونه". واضاف: "اتفقنا مع مبارك على مكافحة الارهاب بكل أشكاله وصوره وعلى نحو فعال وبالطرق القانونية، ومن خلال اجراءات ملموسة". وأشار الى ان اللقاء تطرق الى اقتراحات مبارك في شأن عقد مؤتمر دولي لمكافحة الارهاب، مشدداً على ضرورة الإعداد الجيد لمثل هذا المؤتمر، كما ناقش الجانبان قضية الشرق الأوسط، ووعد الوفد بمواصلة العمل لجمع الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي على طاولة المفاوضات. ورفض ميشيل تصريحات رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلوسكوني عن تفوق الحضارة الغربية على الحضارة الاسلامية، وعلق الدكتور اسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصري الذي حضر المقابلة بأن تصريحات بيرلوسكوني "تختلف تماماً عما ذكره اثناء محادثاته الأخيرة مع مبارك في روما". وأوضح الباز ان رئيس الوزراء الايطالي قال لمبارك ان "الجميع في مركب واحد ولا يوجد تعارض أو تصادم بين الحضارة الاسلامية والحضارة المسيحية أو أي دين آخر". واكد وزير الخارجية البلجيكي ان الاتحاد الأوروبي يرفض الربط بين الاسلام والارهاب أو المساواة بين الكلمتين. وزاد: "جولتنا على المنطقة تحمل هذه الرسالة الأوروبية". وكان مبارك استقبل وزير الخارجية البريطاني جاك سترو الذي صرح بأنه نقل اليه تقدير لندن لموقفه وجهوده المستمر لخلق اجماع دولي مناهض للارهاب. وذكر ان مبارك اعرب عن قلقه من "إقامة بعض الارهابيين من مصر في بريطانيا وبعض الدول الأخرى الغربية". وأوضح انه بوصفه وزير داخلية سابقاً ساهم في سن قوانين خاصة بالارهاب، لكنه اشار الى صعوبات سياسية في سن المزيد، واكد ان بلاده حظرت نشاطات المنظمات الارهابية التي كانت تتخذ مصر مسرحاً لعملياتها. وتابع الوزير البريطاني ان التفهم الشعبي الأوروبي في أحسن حالاته بعد أحداث 11 ايلول لجهة دعم السياسيين في اتخاذ "اجراءات حاسمة وقوية ضد الجماعات الارهابية". ودعا الى دفع العملية السلمية في الشرق الأوسط وبذل كل الجهود الممكنة لخفض درجة التوتر في اسرائيل والأراضي المحتلة. ورداً على سؤال هل طلبت مصر صراحة من بريطانيا تسليم بعض "الارهابيين"، نفى الباز ذلك، وقال ان القاهرة "دعت بريطانيا الى اعتماد سياسات معينة لمنع نشاطات الجماعات الارهابية على أراضيها". وفي واشنطن رويترز، اكد وزير الخارجية المصري احمد ماهر انه ينبغي ان تقدم الولاياتالمتحدة أدلة وان تسعى الى حشد اجماع دولي قبل ان تعاقب المسؤولين عن الهجمات الارهابية في نيويوركوواشنطن. وقال للصحافيين بعد محادثات مع نظيره الاميركي كولن باول ليل الاربعاء - الخميس: "نعتقد ان الولاياتالمتحدة كحكومة لدولة تؤمن بالقانون والعدالة ستتصرف وفقاً للقانون وبناء على أدلة تستطيع شرحها للعالم". اكدنا الحاجة الى تحقيق اجماع دولي في شأن هذا المسعى المتشعب الذي سيستغرق وقتاً طويلاً". وقال ماهر الذي عقد اجتماعاً مع الرئيس جورج بوش استمر نصف ساعة في البيت الأبيض انه شرح افكار مصر في شأن مؤتمر دولي لمكافحة الارهاب، لكنه اضاف: "هذا ليس بديلاً من الحاجة الى معاقبة الجناة". وقال مسؤول بارز في ادارة بوش ان ماهر "تعهد دعماً كاملاً للولايات المتحدة والجهود الدولية ضد الارهاب". واضاف ان بوش "أبدى تقديراً كبيراً لصداقة مصر وما تقدمه من مساعدة". وفي تصريحات الى شبكة "سي ان ان" قال ماهر ان مصر لم ترَ بعد أدلة تدين اسامة بن لادن، لكنها تثق بأن الولاياتالمتحدة ستقدمها. وزاد: "عانينا الارهاب ومن الطبيعي ان ننضم الى أي محاولة للتخلص منه، ونتعاون مع الولاياتالمتحدة بوسائل كثيرة". وقال باول ان المصريين واجهوا أعمال ارهاب في السنوات الماضية و"هناك الكثير الذي نتعلمه منهم والكثير الذي يمكن ان نفعله معاً".