اسلام اباد، القاهرة - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - استولت حركة "طالبان" على مكاتب منظمة الاممالمتحدة في مدينة قندهار جنوبافغانستان وفرضت "تعتيماً" تاماً على اتصالات المنظمة الدولية مع الخارج، بعدما "احتجزت" كل معدات الاتصال الخاصة بالاممالمتحدة في كابول. واعلن برنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة ان الحركة استولت على 1400 طن من الامدادات الغذائية واغلقت مكاتب البرنامج في المدينة. وقال خالد منصور الناطق باسم البرنامج: "نندد بهذا الانتهاك الخطير ونطالب طالبان بان تكفل سلامة موظفينا وان تسمح لعمال المعونة بمواصلة مهمتهم الانسانية". واضاف "انه تطور خطير يمكن ان يعرقل ان لم يوقف كلية قيامنا بتوزيع الاغذية". واعتبرت الناطقة باسم الاممالمتحدة ستيفاني بانكر ان قطع الاتصالات عن مكاتب المنظمة الدولية اثار بلبلة كبيرة في معظم العمليات الانسانية واعاقها تماماً في بعض الحالات. واضافت "ان اي محاولة لاجراء اتصال بالعالم الخارجي يمكن ان تعرض للخطر حياة الموظفين" المحليين للامم المتحدة الذين ما زالوا موجودين في افغانستان. واضافت ان مقاتلي "طالبان" دخلوا في نهاية الاسبوع الماضي مكاتب الاممالمتحدة في قندهار واوقفوا عمليات الاغاثة. واوضحت الناطقة ان السلطات المحلية استولت على مكاتب المنظمات الانسانية غير الحكومية، لا سيما منظمتين كانتا تساهمان في برنامج تطبقه الاممالمتحدة لازالة الالغام في افغانستان. وكان مسلحو "طالبان" دخلوا الاسبوع الماضي الى "مكاتب الاممالمتحدة في كابول واوقفوا كل وسائل الاتصالات بالشمع الاحمر، ثم نفذوا في نهاية الاسبوع عمليات مماثلة في ثلاث مناطق من البلاد". الى ذلك، أصدرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بياناً أمس نفت فيه أن تكون أوقفت نشاطها تماماً داخل أفغانستان، وأوضحت أن نحو ألف من الموظفين المحليين ما زالوا يعملون في مدن افغانية مختلفة. وأشار البيان الذي وزعته بعثة اللجنة في القاهرة أن خروج اعضاء اللجنة وموظفيها الأجانب تم استجابة لطلب "طالبان" التي أمرت جميع موظفي المنظمات الدولية بمغادرة البلاد. على صعيد آخر، ذكرت وكالة الانباء الايرانية ان "حركة طالبان والمعارضة الافغانية طلبتا أمس من الجمهورية الاسلامية فتح حدودها امام اللاجئين الذين يتوقع ان يفروا بعد الهجوم العسكري الاميركي المحتمل على افغانستان". ونقلت الوكالة عن مسؤولين من طالبان في برقيات وردت من زاهدان جنوب شرق قولهم "اذا وقع هجوم اميركي، وفي ظل سنوات الحرب والجفاف الذي يضرب البلاد، فان الوضع قد يتحول الى كارثة انسانية. لذلك نطلب من ايران ترك حدودها مفتوحة امام اللاجئين". من جهته طالب طريالي قياسي، رئيس مكتب تحالف الشمال المعارضة في مدينة مشهد شمال شرقي ايران في احتفال لتأبين احمد شاه مسعود السلطات الايرانية ب"فتح الحدود في حال الهجوم الاميركي". وأعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ان باكستان سمحت لبعض الافغان الفارين من الهجمات الاميركية المحتملة بدخول البلاد كلاجئين. وقال ناطق باسم المفوضية "لدينا اتفاق شفوي مع السلطات الباكستانية على السماح لهم بالدخول" مشيراً الى ان الاتفاق يشمل الداخلين عبر نقطة تشامان الحدودية. وكانت الاممالمتحدة ووكالات الاغاثة الانسانية أفادت أن عشرات الآلاف من الافغان سيدخلون باكستان فراراً من الهجمات الاميركية المتوقعة. وقالت اسلام اباد الاسبوع الماضي انها لن تسمح لهم بدخول البلاد. ولم تذكر المفوضية عدد اللاجئين المسموح لهم بالدخول، علماً بأنه يعيش في باكستان اكثر من مليوني لاجىء افغاني.