اجرى الملك عبدالله الثاني امس محادثات مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، في سياق اتصالات مكثفة تشهدها العاصمة الأردنية هذا الاسبوع، عشية المحادثات التي سيجريها العاهل الأردني مع الرئيس الاميركي جورج بوش في واشنطن الجمعة المقبل. وذكرت مصادر رسمية أردنية ان لقاء الملك عبدالله وموسى ركز على "سبل التعامل مع تداعيات العمليات الارهابية في الولاياتالمتحدة، في شكل يخدم المصالح والقضايا العربية، ويساهم في مواجهة ظاهرة الارهاب التي تهدد كل الشعوب ومصالحها". وبحث الملك عبدالله، رئيس مؤتمر القمة العربية، خلال الاجتماع مع موسى في الدعوة الى عقد مؤتمر استثنائي لوزراء الخارجية العرب، لبلورة موقف عربي من القضايا الراهنة، في ضوء التطورات الدولية والاقليمية. واستبعدت مصادر ديبلوماسية عربية عقد مثل هذا المؤتمر، بسبب تباين مواقف الدول العربية من الحملة الدولية ضد الارهاب. واشارت الى ان العراق هو الدولة العربية الوحيدة التي لم تدن الاعتداءات التي تعرضت لها الولاياتالمتحدة، معتبرة ان عقد المؤتمر لن يكون مفيداً لجهة الخروج بموقف موحد. الى ذلك، اكد الملك عبدالله وموسى ضرورة استئناف مفاوضات السلام، بهدف التوصل الى "السلام الشامل والعادل والدائم الذي يشكل السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة". موسى ونقلت وكالة "فرانس برس" عن موسى تحذيره من ان العرب لن يقبلوا توجيه الولاياتالمتحدة ضربة ضد أي دولة عربية. وبعد اجتماعه ووزير الخارجية الأردني عبدالإله الخطيب، سئل موسى هل الحشود الاميركية في الشرق الأوسط مقدمة لضربة اميركية للعراق، فأجاب: "توجيه ضربة لدولة عربية سيقلب كل الموازين ومكافحة الارهاب لها أساليب يجب التشاور فيها، ونحن جميعاً كعرب لا نقبل ضرب أي دولة عربية تحت أي ظرف". ودعا الى "معاودة النظر في العقوبات على العراق والمآسي التي يعانيها شعبه".ويتوقع ان يجدد الملك عبدالله خلال محادثاته في واشنطن، دعم الأردن المجتمع الدولي في حملته على الارهاب. وقال مسؤولون أردنيون ان العاهل الأردني سيستغل أول لقاء بين زعيم عربي وبوش بعد الهجمات في واشنطن ونيويورك، لحض الادارة الاميركية على وضع حد للاعتداءات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين، واستئناف المفاوضات السلمية، فضلاً عن دعوتها الى تفادي مزيد من الضربات العسكرية للعراق. وأوضح مسؤول أردني ان الملك عبدالله سيبلغ الادارة ان "الحملة الدولية على الارهاب ستفشل اذا لم تسوّ المشكلة الفلسطينية". كما سيبلغها ضرورة تفادي توجيه ضربات الى العراق تجنباً لتداعياتها السلبية المحتملة على الأردن، ودول المنطقة. وتوقع السفير الأردني في واشنطن مروان معشر ان يقر مجلس الشيوخ اتفاق التجارة الحرة بين الأردنوالولاياتالمتحدة في شكل نهائي، ليتزامن ذلك مع زيارة الملك عبدالله. ومن المقرر ان يصل الى عمان اليوم قبل انتقاله الى طهران، وزير الخارجية البريطاني جاك سترو، كما تزور الأردن وزيرة الخارجية النمسوية بينيتا فيريرو - فالدنر، لإجراء مشاورات مع الملك عبدالله وكبار المسؤولين في الدولة. وكان وصل أول من امس رئيس اركان البحرية البريطانية الادميرال مايكل بويس، لإجراء محادثات تتعلق بالأبعاد العسكرية للحملة الدولية على الارهاب، اضافة الى التعاون الثنائي. وسيزور الأردن هذا الاسبوع وفد "الترويكا" الأوروبية المؤلف من ممثل السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا ووزير الخارجية البلجيكي لويس ميشيل ومفوض الشؤون الخارجية كريس باتن، ضمن جولة للوفد على عدد من دول المنطقة.