بغداد، لندن - "الحياة"، أ ف ب - اعتبر العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني في مقابلة نشرتها امس صحيفة "فايننشال تايمز"، ان استهداف العراق في اطار الحملة على الارهاب سيوجه "ضربة خطيرة" الى التحالف الدولي، مؤكداً عدم وجود أدلة تربط بغداد باعتداءات 11 ايلول سبتمبر في الولاياتالمتحدة. ودعا الى التحرك بسرعة لاقامة دولة فلسطينية، محذراً من ان تأخير هذه الخطوة سيعني استمرار النزاع والتوتر في المنطقة. وقال الملك عبدالله إن "استهداف العراق سيكون ضربة خطيرة الى التحالف تلحق الأذى بالجهود الدولية ضد الارهاب". وشدد في المقابلة التي اجريت معه في عمان على ان الاعتداءات في الولاياتالمتحدة ينبغي ان تفضي الى استراتيجية جديدة للتعامل مع البلدان التي تُتهم برعاية الارهاب، وذلك عبر الحوار. لكنه لفت الى ان عنصراً اساسياً في الحرب على الارهاب ينبغي ان يتمثل باظهار تصميم دولي اكبر على التوصل الى حل للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي الذي يولّد مشاعر مناهضة للولايات المتحدة في المنطقة. ورحب العاهل الاردني بدعم الرئيس الاميركي جورج بوش قيام دولة فلسطينية، وزاد: "يجب ان نتحرك بسرعة لتحقيق دولة فلسطينية لان تأخير ذلك يعني بالضرورة تواصل النزاع والتوتر … وبسبب اعتداءات 11 أيلول اصبح أكثر إلحاحاً بالنسبة الى الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية". وينتظر ان يجري رئيس الوزراء البريطاني توني بلير محادثات مع الملك عبدالله في عمان اليوم، في اطار جولة في الشرق الاوسط. وسيتوجه الملك عبدالله في السادس من تشرين الثاني نوفمبر المقبل الى لندن في اول زيارة رسمية له لبريطانيا منذ توليه العرش في شباط فبراير 1999. ومعروف في سياق التلميحات الغربية الى امكان استهداف العراق "اذا ثبت تورطه" بتفجيرات اميركا، ان بغداد كررت مرات توقعها ضربة اميركية، واتهمت واشنطنولندن بالسعي الى افتعال مبررات. واكد العراق امس رفضة اي مشاريع يمكن ان تطرحها الادارة الاميركية والحكومة البريطانية على مجلس الأمن، الذي يفترض ان يناقش الشهر المقبل تمديد العمل ببرنامج "النفط للغذاء". وفي حديث الى وكالة "فرانس برس" قال وزير الخارجية العراقي ناجي صبري رداً على سؤال عن احتمال طرح الولاياتالمتحدة وبريطانيا مجدداً مشروع "العقوبات الذكية" ان العراق "ما زال عند موقفه الرافض اي محاولة لخنقه وقتل مزيد من ابنائه. نحن مستعدون دائماً للدفاع عن مصالح شعبنا وموقفنا هو الموقف الذي اتخذناه في مواجهة هذا المشروع المسموم والاستعماري، الذي فشلت الادارة الاميركية وبريطانيا في تمريره" في المجلس. وتحدث عن "الصفقة التي سميت نظام العقوبات الذكية" مكرراً ان بغداد "مستعدة دائماً لمواجهة كل الاحتمالات". يذكر ان نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز اكد في حديث نشرته صحيفة "صانداي تلغراف" البريطانية الاحد الماضي، ان الهجوم الاميركي على العراق "وشيك" واشار الى ان هدفه اطاحة نظام الرئيس صدام حسين.