أكد رئيس الوزراء الأردني علي أبو الراغب ان تعاون بلاده مع الولاياتالمتحدة سيقتصر على تبادل المعلومات الاستخباراتية، فيما ترك السفير الاميركي في عمان ادوارد غنيم الباب مفتوحاً على احتمال مساهمة الأردن في العمليات العسكرية، في مرحلة لاحقة. وقال غنيم في حديث نشرته امس صحيفة "الرأي" شبه الرسمية ان المسؤولين العسكريين الاميركيين "يجرون اتصالات بنظرائهم في العالم، تركز على كيفية المساعدة مع الأخذ في الاعتبار امكانات كل دولة". واضاف رداً على سؤال عما اذا كان الأردن سيشارك في التحالف العسكري ضد الارهاب: "سأكتفي بهذا الرد، فإذا كان القرار هو الرد بضربة عسكرية، عادة لا يتم الحديث علناً عن الخطط والمشاركات، حماية للأفراد والعمليات". وأوضح ان التركيز الآن "منصب على اسامة بن لادن وتنظيم القاعدة - افغانستان وطالبان - أولئك الذين وفروا الدعم والحماية للارهاب". واشار الى ان العاهل الأردني الملك عبدالله كان عرض خلال زيارته واشنطن "وجهة نظر تقضي بضرورة ألا تتخذ أي خطوة ضد العراق، وأوضح طبيعة الاجواء التي قد تسود ومشاعر المواطنين في حال تنفيذ أي عمل ضد العراق". وشدد غنيم على ان الطائرات الاميركية ستواصل طلعاتها فوق العراق. "للتأكد من عدم تطوير المواقع التي يشك في انها مكان لأسلحة الدمار الشامل، وذلك بهدف احتواء النظام والسيطرة عليه". وكان وزير الخارجية الاميركي كولن باول اكد الاسبوع الماضي وجود أربع مراحل للحملة على الارهاب، تقتصر الأولى عن ضرب ابن لادن وتفكيك تنظيم "القاعدة" ومعاقبة قوات "طالبان" في افغانستان. ولمح باول ومسؤولون آخرون في واشنطن الى ان ضرب العراق قد يأتي في المرحلة الثانية، بعد الانتهاء من ترتيب الأوضاع الاقليمية في شكل يسمح بذلك. ونفى البيت الأبيض ان يكون جورج بوش اعطى تعهداً بعدم ضرب العراق أو أي دولة عربية، في اطار مكافحة الارهاب. الى ذلك، اكد السفير الاميركي عزم بلاده على تقديم مزيد من المساعدات الاقتصادية والعسكرية للاردن، وقال: "نفكر في مزيد من الدعم لأصدقائنا في الأردن. نحن اصدقاء وشركاء وسنعمل بكل الطرق لتخفيف أعباء الدين وتقديم الدعم الاقتصادي والعسكري للاردن، وحض الآخرين على المساعدة ايضاً. هذه كلها عبارة عن اقتراحات، ندرسها جيداً". واعربت مصادر رسمية أردنية عن قلقها من احتمال ان يؤدي توجيه ضربات واسعة ضد العراق الى وقف امدادات النفط العراقي للاردن، وهو المصدر الوحيد للطاقة في المملكة. إلى ذلك أ ف ب، أكد رئيس الوزراء السوري محمد مصطفى ميرو في عمّان أمس أن إسرائيل التي تمثل "ارهاب الدولة" يجب ألا تشارك في الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب. وشدد لدى افتتاح أعمال اللجنة العليا الأردنية - السورية، على أن "إسرائيل بسياستها العدوانية والتوسعية وتنصلها من تطبيق قرارات الشرعية الدولية، ومواصلتها احتلال الأراضي العربية، ونسفها كل الجهود الدولية لإحلال السلام العادل والشامل في المنطقة، إنما تمثل النموذج الحقيقي لما يسمى إرهاب الدولة". وأضاف ان إسرائيل تواصل "الممارسات الارهابية والقمعية ضد انتفاضة الشعب الفلسطيني، الذي يواجه آلة الحرب الإسرائيلية التي تدمر المدن والقرى، وتمارس التهجير والتقتيل والاغتيال". وجدد إدانة الاعتداءات في أميركا، مطالباً بعقد مؤتمر دولي في إطار الأممالمتحدة بهدف التعريف بالإرهاب، و"وضع استراتيجية واضحة تميز بين النضال الوطني المشروع للشعوب ضد الاحتلال الأجنبي لأراضيها، وبين الإرهاب". وأكد رئيس الوزراء الأردني علي أبو الراغب على دعم عمّان "نضال الشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية من أجل تأمين كل حقوقه المشروعة، بما فيها حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، وعاصمتها القدس الشريف". وشدد أبو الراغب على أن "توفير الأمن لإسرائيل لا يتم من دون تلازمه مع تحقيق السلام" القائم على "الانسحاب الإسرائيلي من كل الأراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان". ولدى وصوله في وقت سابق إلى عمّان أمس، التقى رئيس الوزراء السوري العاهل الأردني وبحثا في التطورات الاقليمية والدولية.