دمشق - أ ف ب - اعتبر محللون في دمشق أمس أن سورية لا تعتزم اعطاء الولاياتالمتحدة "صكاً على بياض" في حملة مكافحة الإرهاب، خشية أن ترتد هذه الحرب على الدول العربية. وتؤكد سورية أنها تدعم الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، واعترفت بحق الولاياتالمتحدة في الرد على اعتداءات 11 أيلول سبتمبر، لكنها أثارت شكوكاً في الأهداف الحقيقية للحملة. وأرفقت دمشق موافقتها على الرد باعتراضات تعكس قلقها لمعرفة المزيد في شأن برنامج مكافحة الإرهاب الأميركي، الذي لم تتضح أهدافه على المدى البعيد. ودعا وزير الخارجية السوري فاروق الشرع في ختام محادثات مع نظيره الألماني يوشكا فيشر في دمشق الثلثاء الماضي إلى "الصراحة والوضوح" في التعاطي مع مسألة الإرهاب، وان "لا تكون هناك محطات سرية لأي دولة" في شأن هذا الملف. وتريد سورية أولاً تحديد مفهوم دولي متعارف عليه لكلمة "إرهاب"، والتفريق بين هذه الظاهرة و"مقاومة الاحتلال" الإسرائيلي للأراضي العربية. وترغب دمشق في أن يأتي الرد الأميركي ضمن إطار الأممالمتحدة، وأن يستند إلى "أدلة لا يمكن دحضها" في شأن تورط أسامة بن لادن بالاعتداءات. وزادت القلق السوري مؤشرات صدرت عن إسرائيل والولاياتالمتحدة، إذ اتصل رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون الأربعاء بوزير الخارجية الأميركي كولن باول لكي يطلب منه ادراج "حركة المقاومة الإسلامية" حماس و"حركة الجهاد الإسلامي" في فلسطين و"حزب الله" اللبناني على لائحة أهداف ضربات الرد على اعتداءات 11 أيلول. ورفضت الإدارة الأميركية حتى الآن استثناء الدول العربية علناً من لائحة الأهداف المحتملة لحملة مكافحة الإرهاب. ونفى البيت الأبيض أن يكون الرئيس جورج بوش وعد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بعدم التعرض لأي دولة عربية. وتركز واشنطن الآن جهودها على ابن لادن، لكن بوش "لا يستبعد شيئاً في ما يتعلق بالمرحلة الثانية والثالثة والرابعة للحملة العسكرية" على الإرهاب، كما أعلن باول الاثنين. وامتنعت الدول الأوروبية عن تحديد موقف واضح من المطلب السوري تحديد مفهوم الإرهاب. وقال وزير الخارجية البلجيكي لوي ميشال رداً على هذا السؤال في ختام جولته الأسبوع الماضي على دول، بينها سورية، "حظاً جيداً!". وتراهن سورية على اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي المقرر في 10 تشرين الثاني اكتوبر الجاري في قطر، لتوضيح وجهات نظرها لدى واشنطن. وحذر بيان لحزب "البعث" الحاكم في سورية، صدر الخميس، من أي "عمل طائش يستهدف بلداً عربياً أو إسلامياً تحت ستار مكافحة الإرهاب". ودعا الدول العربية إلى "موقف موحد من التطورات الدولية، ومنع اتخاذ أي عمل طائش يضر مصلحة أي دولة عربية أو إسلامية تحت ستار مكافحة الإرهاب". معروف أن سورية ما زالت على لائحة وزارة الخارجية الأميركية للدول "الداعمة للإرهاب" مع ست دول أخرى، بينها ثلاث عربية هي العراق وليبيا والسودان، ودولة مسلمة هي إيران، والدولتان الأخريان هما كوبا وكوريا الشمالية.