ستتأثر مؤسسات اقتصادية مصرية عدة في مصر بما يحدث في العالم حالياً خصوصاً في ظل قلق حاد من توجيه الولاياتالمتحدة ضربة عسكرية لبؤر الارهاب في العالم. ويؤكد الخبراء أنه لا تأثير للأوضاع على وضعية العلاقة الخاصة بين مصر واميركا لكن سيكون هناك تأثير محقق على الوضع الاستثماري ككل في مصر وعلى التصدير والاستيراد. برنامج التخصيص ويؤكد الحكوميون انه لا تأثير كبيراً للأوضاع على الخطط الاقتصادية للحكومة، فبرنامج التخصيص كما هو لن يتأثر كون المستثمر المصري بات أكثر اقبالاً على المطروح في البرنامج من الاجنبي، والدليل نجاح شركة "آسيك المصرية" اخيراً في شراء شركة "بورتلاند حلوان" بقيمة 3،1 بليون جنيه. وقال وزير قطاع الاعمال مختار خطاب ل "الحياة" إن البرنامج ليس وليد لحظة ومنذ بدايته عام 1991 وقعت حوادث عدة داخلية وخارجية لم يتأثر بها ومن ثم "نتوقع سير الأمور في البرنامج كما هو مخطط، خصوصاً أن هناك مستثمرين من جنسيات عدة يتقدمون لشراء ما يُطرح من شركات وليس أميركيين فقط". سوق الصرف وفي سوق الصرف الاجنبي يُتوقع ان تشهد اول حال تراجع للدولار الاميركي مقابل الجنيه منذ اعوام عدة، وتوقعت شعبة الصرافة في اتحاد الغرف التجارية المصرية تراجعاً محدوداً للدولار الاميركي في حال توجيه الولاياتالمتحدة ضربة عسكرية لبؤر الارهاب في العالم خلال الفترة المقبلة، واشار صيارفة الى ان سعر الدولار تراجع في بعض تعاملات شركات الصرافة في حدود قرشين عقب لجوء عدد كبير من المضاربين وحاملي العملة الاميركية الى بيع ما في حوزتهم من دولارات توقعاً لانخفاضه، خصوصاً عقب تأكيدات الرئيس بوش على القيام برد انتقامي وشيك ضد مرتكبي التفجيرات التي حدثت الاسبوع الماضي. وقال رئيس الشعبة محمد حسن الابيض في تصريح إلى "الحياة" إن هناك زيادة كبيرة في المعروض ما ادى الى فائض من الدولارات لدى شركات الصرافة بسبب انخفاض الاقبال على الشراء، مشيراً إلى ان الشركات تبيع ما ُتحصّله يومياً، وبلغت قيمة ما باعته شركات الصرافة الاحد فقط للمصارف نحو 14 مليون دولار. وأكد ان استمرار الوضع الحالي سيرفع الفائض في المصارف الى درجة انها ستدلل على البيع في سابقة منذ سنوات، لافتاً الى أن الاعتمادات المستندية من جانب المصدرين والمستوردين شبه متوقفة حالياً ترقباً لنتائج الاحداث. الاحتياط والاستثمارات واحتوى البنك المركزي الجدل الدائر حالياً في شأن تعرض احتياطات البلاد الخارجية 14 بليون دولار لخسائر، وأكد انه يستثمر جزءاً من الاحتياطات بالنقد الاجنبي في اذون وسندات الخزانة الاميركية، اضافة الى سندات الخزانة الالمانية والفرنسية والانكليزية، وهذه السندات تعتبر ديوناً على حكومات هذه الدول. وبدّدَ كبير مستشاري المركزي محمد البربري أي قلق، مشيراً الى ان احتياطات البلاد تستثمر في ظل توافر 3 عوامل رئيسية هي الأمان وضمان اصل المبلغ والعائد المناسب. وقال مسؤول في "البنك الاهلي" إن فرع نيويورك اضافة الى المركز الرئيسي له استثمارات في سندات الحكومة الاميركية وسيتم الاحتفاظ بها لحين استردادها للحفاظ عليها من اي تقلبات قد تطرأ. وذكر رئيس المركزي السابق العضو المنتدب ل "بنك الدلتا" حالياً علي نجم "ان الاستثمارات المصرية في الاسواق الاميركية تتوزع بين ودائع وسندات واذون خزانة واوراق دين اخرى واستثمار مباشر او استثمارات في اوراق المال مثل الاسهم". وأكد صعوبة تحديد هذه الاستثمارات نظراً لانها مملوكة إما لمصارف مصرية او للمركزي او لمستثمرين افراد، كما ان هذه الاستثمارات دخلت اميركا بشكل مباشر أو عن طريق اسواق عالمية ومن ثم من الصعب حصرها. وفي ما يتعلق بالاستثمارات الاخرى يؤكد رئيس اتحاد الغرف التجارية خالد ابو اسماعيل ان "الاستثمارات في المنطقة ستتأثر بصورة كبيرة، ولو نظرنا الى المجال الفني والمسرحي على سبيل المثال نجد ان الرئيس مبارك الغى أمس عروض اوبرا عايدة والتي كان مقرراً لها الشهر المقبل على رغم ما أنفق عليها خلال الفترة الماضية من حملات دعائية وتسويقية، فما بالنا بالقطاعات الأخرى ومن ثم اتوقع تراجعاً في اجمالي الاستثمارات والسبب هي البلبلة التي أصابت المنطقة وزخم الاخبار التي نسمعها كل ثانية". السياحة الخاسر الاكبر وتوقع ابو اسماعيل ان تكون السياحة الخاسر الاكبر في هذا الاطار. أما ما يتردد عن زيادة عمليات التصدير والإحجام عن الاستيراد من السوق الاميركية فهذه اجتهادات لا ينبغي حملها بجدية. ويرى عضو الغرفة الاميركية للتجارة الدكتور احمد شوقي ان الفترة المقبلة ستشهد اعادة النظر في الاستثمارات الاميركية لدول العالم نظرآً للخسارة التي ستحدث في رأس المال نتيجة هبوط اسعار الأسهم في البورصات. وتوقع شوقي توقفاً تاماً في التعاون الاقتصادي في الفترة المقبلة وستبقى الحال كما هي على اعتبار ان هناك ركوداً سيؤدي الى كساد ما ينعكس على الاقتصاد الدولي، وإذا ركزنا على مصر نجد تأثيرها بهذه الاحداث بسبب ان اميركا تمثل بالنسبة لمصر المرتبة الثانية في التبادل التجاري بعد الاتحاد الاوروبي. وفي ما يتعلق بنشاط الغرفة التجارية الاميركية خلال المرحلة المقبلة قال شوقي: "ستتوقف كل النشاطات حالياً بما فيها البرامج التي بدأ الجانبان العمل من خلالها". وفي قطاعي الاستيراد والتصدير قال رئيس شعبة المستوردين مصطفى زكي: "إن القطاعين سيصابان بالارتباك" مشيراً الى أن الشعبة ستبحث في بدائل استيراد السلع الاميركية. وتوقع زكي توقف التجارة مع الولاياتالمتحدة خلال الاسابيع المقبلة بسبب توقف خطوط الملاحة لافتاً الى أن التجارة مع اميركا تمثل 25 في المئة تصديراً واستيراداً، وان ما يحدث في واشنطن لا بد أن يؤثر في الاوضاع الداخلية للبلاد.