} كثّفت الأجهزة الرقابية في مصر أمس وجودها لضبط المضاربين الذين يستهدفون تهديد نظام سوق الصرف الذي استقر لمدة مئة يوم، في الوقت الذي وصل سعر الدولار أمام الجنيه إلى 490 قرشاً في السوق الخفية مقابل 427 قرشاً في المصارف. أطلّت التجارة الخفية للدولار بقوة في الأسواق المصرية بعد اختفائها نحو مئة يوم منذ تحديد البنك المركزي آلية جديدة للصرف في 5 آب أغسطس الماضي في الوقت الذي تحاول الحكومة امتصاص غضب منظمات الأعمال التي تطالب بإجراءات سريعة للحد من تفاقم الأوضاع الاقتصادية. وتوقع مصدر مصرفي أن يضخ البنك المركزي قريباً نحو 500 مليون دولار وفق حاجات المصارف التي توقفت تماماً عن تلبية حاجات عملائها. وأثار هذا الوضع حفيظة غالبية الاقتصاديين وقلقهم من وصول سعر الدولار إلى 500 قرش في السوق الخفية علماً أن سعره وصل أمس إلى 490 قرشاً بزيادة 63 قرشاً عما حدده البنك المركزي في آب الماضي. واتهمت منظمات الأعمال الحكومة بأنها السبب فيما يحدث في السوق في إشارة إلى قرار المركزي وقف عمليات الاستيراد السلعي موقتاً ولمدة ثلاثة شهور، ما أدى إلى إقبال المستوردين على شراء الدولار لتمويل عمليات الاستيراد. وكثفت الأجهزة الرقابية في البلاد وجودها لضبط المضاربين الهادفين الى تهديد النظام الجديد لسوق الصرف. ولم تسلم شركات الصرافة من الاتهامات بأنها السبب في ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه واعتبر مصدر مصرفي أن ما يجري في السوق نوع من المضاربات لا تعبر عن السعر الحقيقي للعملة الوطنية. وعلى رغم ذلك توقع رئيس شعبة الصرافة محمد حسن الأبيض انخفاض سعر العملة الاميركية في الفترة المقبلة، نافياً قيام شركات الصرافة بجمع الدولارات انتظاراً لارتفاع سعرها. كما توقع تحريك الأسعار المحلية للسلع عقب قرارات وقف الاستيراد السلعي الموقت لمدة ثلاثة شهور، واقترح أن تستورد الحكومة السلع الاستراتيجية والأساسية من الخارج وتترك لمن لديهم قطع أجنبية استيراد السلع الأخرى. وأوضح الأبيض أن القرارات الاقتصادية والأحداث الدولية الأخيرة أدت إلى حدوث ضغط على المصارف في الوقت الذي ازداد الطلب على الدولار الذي شهد قلة المعروض منه وارتفاع سعره في السوق الخفية وكذلك سعر الريال السعودي في هذه الفترة. ومن جهة أخرى توقع سكرتير عام الشعبة علي الحريري أن يتراجع سعر الدولار اعتباراً من الاسبوع المقبل، وقال: "إن قرار الوقف الموقت للاستيراد السلعي سيعمل على وجود فائض من الدولارات وأن إشاعات ارتفاع سعره جعلت منه قلة في المعروض الى جانب وجود السوق السوداء".