إسلام آباد، جنيف - رويترز، أ ف ب - قالت الأممالمتحدة، التي أجلت موظفيها الأجانب من افغانستان الاسبوع الماضي، انها تخشى ان تطلق الازمة نقصاً حاداً في امدادات الغذاء وهجرة واسعة للسكان. وأعلن برنامج الاغذية العالمي ان مخزون الأغذية المتوافر في البلاد يكفي اسبوعين او ثلاثة فحسب. وعبّرت الوكالات الدولية، التي سحبت موظفيها الاجانب خوفاً من عمليات انتقامية تنجم عن هجمات اميركية محتملة ضد افغانستان، عن قلقها بشأن الذين سيبقون في البلاد والذين سيحاولون الفرار عبر الحدود. وقالت ستيفاني بنكر، الناطقة باسم مكتب الاممالمتحدة لتنسيق الانشطة الإنسانية لأفغانستان، امس ان "الوضع يتطور بسرعة كبيرة الآن. ولذا فإننا نعطي اولوية لمساعدة المشردين داخل البلاد". واضافت: "علينا ان نرفع مستوى المساعدات قبل الشتاء الذي يبدأ في تشرين الثاني نوفمبر". ويشار الى ان ملايين الأفغان عانوا التشرد بالفعل من جراء 20 سنة من الحرب والخراب الاقتصادي والجفاف الشديد المستمر منذ ثلاث سنوات. ويعتمد الكثير من السكان على مساعدات الاغاثة، اما أولئك الذين غادروا البلاد فإنهم يعيشون في معسكرات لاجئين قذرة. وعبّر خالد منصور، الناطق باسم "برنامج الغذاء الدولي"، عن مخاوف وكالته من حدوث نزوح هائل للسكان في اتجاه بلدان مجاورة اذا تدهورت الاوضاع داخل افغانستان. وقال: "لدينا مخزون اغذية داخل افغانستان يكفي اسبوعين او ثلاثة في اطار عملياتنا العادية". واضاف "اوقفنا حالياً شحنات الغذاء الى البلاد بسبب عدم توافر شاحنات تجارية في مناطق مختلفة من البلاد لنقل موادنا الغذائية". وأشار منصور الى ان البرنامج يناقش خطة طوارئ لاطعام 5،1 مليون شخص يمكن ان يغادروا افغانستان الى باكستان او ايران او طاجيكستان في الاشهر المقبلة. واضاف: "نعتقد، مع وكالات دولية اخرى، ان ملايين الناس سيواجهون نقصاً خطيراً في امدادات الغذاء داخل افغانستان اذا لم نتمكن من ايصال المساعدات لاسباب امنية". واطلق البرنامج أخيراً نداءً لتصعيد العمليات لتوفير الغذاء لخمسة ملايين افغاني. وقالت كريستيان برثيوم، الناطقة باسم البرنامج في جنيف ان "الناس جياع. وبدأنا الأسبوع الماضي نرى علامات على حالة ما قبل المجاعة ... ان الوضع خطير". وأدى رحيل عمال الاغاثة الاجانب من افغانستان الى تباطؤ تنفيذ برامج ملحة، على رغم استمرار عمل موظفي الاممالمتحدة المحليين. وأدت المخاوف من ضربات انتقامية اميركية الى نزوح ألوف الاشخاص الى اقرباء في مناطق ريفية تعاني اصلاً شحاً في امدادات الغذاء. وأعلن كريس جانوسكي الناطق باسم المفوضية العليا للاجئين في الاممالمتحدة ان حركة "طالبان" نصبت حواجز على طريق مؤدية الى باكستان وسمحت بمرور الافغان الذين يحملون جواز سفر فحسب. وتجمع في الجنوب نحو خمسة آلاف شخص قرب نقطة الحدود في شامان القريبة من عاصمة الريف الباكستاني كيتا، حسب معلومات صدرت عن الحكومة الباكستانية. واوضح جانوسكي ان حركات النزوح من المدن الرئيسية ككابول وقندهار مستمرة.