بيشاور، كابول، نيويورك - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - عبر مجلس الأمن عن "القلق البالغ" من الوضع الانساني في افغانستان، وفي حين استأنف Sبرنامج الغذاء العالميA التابع للامم المتحدة نقل المساعدات الغذائية الى هذا البلد، شكك مسؤول في المنظمات الانسانية بنجاعة القاء المساعدات جواً على افغانستان ووصف هذه العملية بأنها "مهزلة". رحب رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري سفير ايرلندا ريتشارد دريان في بيان أدلى به أول من أمس ب"تعاون ايرانوباكستان ودول اخرى في المنطقة تعمل مع الأممالمتحدة للتجاوب مع أزمة" تدفق اللاجئين. وطالب حركة طالبان ب"الوقف فوراً عن تهديد سلامة العاملين في هيئات الاغاثة، والتوقف فوراً عن عرقلة وصول المساعدات الى الشعب الافغاني". وأخذ علماً بالأسف الذي عبرت عنه الولاياتالمتحدة وبريطانيا لسقوط الضحايا المدنيين. من جهة أخرى أعلن "برنامج الغذاء العالمي" انه استأنف نقل المساعدات الغذائية الى افغانستان، موضحاً ان نحو ألف طن من القمح تتجه الى كابول. وصرح مايك هوغينز، الناطق باسم البرنامج في بيشاور: "ندرك انه في امكاننا نقل الغذاء الى داخل البلاد، وقررنا بعد دراسة خطورة الموقف المضي قدماً". وكان البرنامج أوقف شحن الامدادات الغذائية الى افغانستان الاثنين الماضي بسبب مخاوف امنية بعد بدء الهجمات العسكرية. واثارت عملية القاء المساعدات جواً على افغانستان تحفظات عدة في اوساط المنظمات الانسانية في بيشاور شمال غربي باكستان إذ شكك معظمها في نجاعة هذه العملية التي وصفوها بأنها عملية "تجميل". ووصف احد المسؤولين في المنظمات الانسانية التي تتعامل مع الاممالمتحدة، طلب عدم كشف هويته، هذه العملية بأنها "مهزلة"، وحتى في حال عثر بعض الافغان على هذه الطرود التي تلقيها الطائرات "فلن يعلم الكثير منهم ما تحتوي". وأوضح أحد المسؤولين في المنظمات الانسانية التي تعمل منذ سنوات طويلة في افغانستان ان الاغذية التي توجد في هذه الطرود الملقاة، التي اطلق عليها اسم "وجبات جاهزة للاكل"، تحتوي على فيتامينات كثيرة لا سيما لاشخاص لا يعيشون في اوروبا. فمثلاً تعرض الاشخاص الذين تناولوا هذه الوجبات في البوسنة خلال عملية القاء المساعدات قامت بها الولاياتالمتحدة الى مشاكل في الامعاء بسبب محتوى هذه الوجبات، كما ذكر احد المسؤولين في المنظمات الانسانية. وأضاف ان الوجبات الشخصية التي وضعت في اكياس صفراء تحتوي على مواد مثل زبدة الفستق او المربى، وهي لا تناسب اشخاصاً تعودوا على تناول القمح منذ شهور. ودان اتقي الله، مدير مكتب اتصال احدى الوكالات المتخصصة في نزع الالغام في بيشاور، "عملية التجميل" التي تقوم بها الولاياتالمتحدة لطمأنة الرأي العام. وحذر من ان عملية القاء المساعدات تشكل ايضاً خطراً على الذين يفترض ان يستفيدوا منها، حيث ان حوالى سبعة ملايين لغم زرعت في افغانستان خلال الاحتلال السوفياتي من 1979 الى 1989. وقال انه على رغم ان عملية نزع الألغام استغرقت عشر سنوات ما زال ما بين سبعة الى عشرة أفغان، ثلثهم من الأطفال، يتعرضون لانفجار الألغام يومياً. على صعيد آخر، ذكرت وكالة الانباء "بختار" التابعة لطالبان ان سكان اقليم خوست شرق افغانستان احرقوا الثلثاء الماضي الطرود الغذائية "الشيطانية" التي القتها الطائرات الاميركية. واضافت ان "الشعوب المسلمة في مناطق غوربوز وتاني وصبري في اقليم خوست احرقوا امس الطرود الغذائية التي القتها الطائرات الاميركية لانهم اعتبروها محاولات شيطانية" من الاميركيين "لبث الخلاف بين الامارة الاسلامية نظام طالبان وسكان خوست".