تحاول إسرائيل وضع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أمام الأمر الواقع، مستغلة الضغوط الدولية التي يتعرض لها، وانشغال العالم بالحدث الأميركي. وأعطى رئيس الوزراء ارييل شارون الضوء الأخضر لقواته للبدء في تنفيذ خطة الفصل العنصري بين الضفة الغربية والدولة العبرية، فيما توغل الجيش الإسرائيلي في بلدة بيتونيا جنوب غربي رام الله، حيث دمر وسط البلدة وسقط خلال المواجهات معه أربعة شهداء. راجع ص 8 وبدأت القوات الإسرائيلية أمس تنفيذ خطة إقامة مناطق "عسكرية عازلة" على طول الضفة الغربية، مقتطعة مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأكد شهود في طولكرم أن قوات الاحتلال بدأت فجر أمس وضع سواتر ترابية وشق شوارع، سيمنع الفلسطينيون من دخولها بدءاً من 24 الجاري. واعتبر وزير الخارجية المصري أحمد ماهر تنفيذ هذه الخطة جزءاً من سياسة إسرائيل الخاطئة، وحذر من أن "شارون يلعب بالنار ... ومن يلعب بالنار سيحترق بها". وكرر شارون في حديث إلى صحيفة "يديعوت أحرونوت" أمس رفض إسرائيل "دفع ثمن إقامة التحالف الدولي لمحاربة الارهاب". وأضاف انه لم يطلب ولن يطلب الانضمام إلى التحالف: "فنحن ما زلنا نحارب الارهاب منذ 120 سنة". وطالب سورية بطرد 10 منظمات فلسطينية تؤويها ولجم حزب الله قبل ضمها إلى التحالف. وكشفت الاذاعة العبرية ان اتصالاً هاتفياً تم بين شارون ووزير الخارجية الأميركي كولن باول ليل أول من أمس، أبلغه شارون خلاله دعوته عرفات إلى وقف النار شرطاً لعقد لقاء بينه وبين وزير الخارجية شمعون بيريز، ونفى أن تكون واشنطن مارست عليه أي ضغط لتسريع اللقاء، مضيفاً أن باول طلب منه اطلاعه تباعاً على المستجدات. وأفادت تقارير صحافية ان بيريز يأمل في عقد اللقاء مع عرفات الخميس المقبل. وتقول أوساط وزير الخارجية الإسرائيلي إن الرئيس الفلسطيني واقع الآن تحت ضغوط دولية هائلة، ومن مصلحته إبعاد نفسه عن "الارهاب"، لذا سيوافق على وقف النار وسيقدم شيئاً خلال الاجتماع.