عقد مساء امس اجتماع بين وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز ووزير الحكم المحلي صائب عريقات ورئيس المجلس التشريعي احمد قريع جري خلاله الاتفاق على انسحاب اسرائيلي اليوم من الخليل ورفع الطوق عن اريحا ورام الله وفتح المعابر الدولية وتسهيلات على البضائع التجارية. وكان رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون ابلغ أعضاء حكومته قرار المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية منح تسهيلات للفلسطينيين في المناطق التي يسودها الهدوء ونيته سحب قواته من أحياء في الخليل دخلتها قبل 11 يوماً. وكشف شارون ان اتفاقاً تم التوصل اليه مع السلطة الفلسطينية ممثلة برئيس جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني في الضفة الغربية العقيد جبريل الرجوب يقضي بانتشار قوى الأمن الفلسطينية في الخليل بعد انسحاب القوات الاسرائيلية، وتعهدها منع اطلاق النار على بؤرة الاستيطان في قلب المدينة. وهدد شارون بإعادة التوغل في الخليل في حال اطلقت رصاصة واحدة أو وقع حادث أمني. وأبلغ وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر زملائه ان الجيش سيرابط على مشارف المدينة ولن ينسحب تماماً "ليكون جاهزاً للعودة الى حي أبو سنينة وحارة الشيخ إذا ما اقتضت التطورات ذلك" كما كشفت الوزيرة ليمور لفنات للاذاعة العبرية. وقالت الاذاعة العبرية ان جلسة الحكومة أمس شهدت، على خلفية بلاغ شارون، مواجهات كلامية بين وزراء اليمين ووزراء حزب "العمل" بعدما وجه عدد من وزراء "شاس" و"ليكود" اتهامات قاسية لبيريز على خلفية مساعيه لتقديم تسهيلات للفلسطينيين وتأكيده ضرورة استئناف الحوار السياسي مع الرئيس ياسر عرفات. وأضافت ان شارون هبّ لنجدة وزير خارجيته وزجر الوزيرين عوزي لنداو وليمور لفنات ودعاهما الى الكف عن التحريض على بيريز. وأشارت مصادر صحافية الى أن شارون اتخذ قراره المذكور استجابة لإلحاح بيريز وبن اليعيزر وعلى رغم موقف رئيس أركان الجيش الجنرال شاؤول موفاز المعارض. وقال الناطق بلسان الجيش ان موفاز لم يعارض منح تسهيلات للمواطنين الفلسطينيين "غير الضالعين في عمليات ارهابية" انما رهنها بعدم تعريض حياة الجنود أو المستوطنين للخطر متهماً السلطة الفلسطينية بعدم اتخاذ اجراءات صارمة وجدية "لوقف الارهاب". وأضاف الناطق ان موفاز يعارض حقاً انسحاب الجيش من الخليل. وبثت التلفزيون ان بن اليعيزر هدد بانه سيأتي الوقت الذي سيقيل فيه موفاز. وألمحت مصادر صحافية الى أن شارون، بإقراره التسهيلات المشروطة باستتباب الهدوء، انما استجاب لإلحاح وزير الخارجية الأميركي كولن باول الذي تعهد مواصلة الضغط على الرئيس الفلسطيني "لمحاربة الارهاب". وقالت نائبة وزير الدفاع داليه رابين فيلسوسوف ان الواقع العالمي الجديد بعد 11 أيلول سبتمبر الماضي يستوجب اتخاذ اسرائيل قرارات تتلاءم معه "فالولايات المتحدة تحترم عرفات ومعنية بحل النزاع بيننا والأفضل لنا أن نبادر نحن الى تقديم تسهيلات تسجل في مصلحتنا. وأضافت للاذاعة العبرية، ان الجيش يستطيع العودة الى الخليل متى شاء في حال خرق وقف النار. من جهته، أعلن العقيد الرجوب في حديث ل"صوت فلسطين" ان الجانب الفلسطيني متمسك وملتزم اتفاق وقف النار وان استمراره يعتبر عامل قوة يصب في المصلحة الفلسطينية.