تزايدت مخاوف الفلسطينيين من اتجاه رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الى شن "حرب شاملة" هدفها تفكيك سلطتهم الوطنية واقامة كانتونات مكانها. وتوقعت مصادر إعلامية وسياسية اسرائيلية ان يبدأ شارون تنفيذ خطته بعد عودته من جولته الأوروبية التي يبدأها الاسبوع المقبل. وأعرب المندوب الأميركي الخاص وليام بيرنز عن خشيته من "أن يؤدي استمرار العنف الى القضاء على توصيات ميتشل" التي قال انها "حزمة واحدة" راجع ص 4. وتناغمت اجواء الحرب الشاملة مع ما نقلته مصادر مطلعة عن لقاء الرئيس الاسرائيلي موشيه كتساف مع الرئيس جورج بوش، اذ قال كتساف لبوش ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات "غير مهتم بوقف اطلاق النار ويريد تحقيق مكاسب سياسية من خلال العنف" فرد على ذلك: "آمل بأن تكون خاطئاً، ولكني لست متأكداً بأنك مخطئ". وأضافت المصادر نقلاً عن كتساف ان بوش عبر عن "انزعاجه" من "عدم قيام عرفات بالرد ايجابياً على مبادرة شارون بوقف اطلاق النار". وتابعت ان كتساف طلب من بوش أن تحدد الولاياتالمتحدة "مهلة" لوقف اطلاق النار، وأن بوش أبدى اهتماماً بهذه الفكرة ووعد بإثارتها مع وزير الخارجية كولن باول، وقال مازحاً: "ربما 4 تموز يوليو". وافادت المصادر، ان كتساف نقل رسالة من شارون الى بوش كما انه جدد طلب اسرائيل مساعدات أمنية اضافية بقيمة 800 مليون دولار لفترة سنتين. ورد بوش مازحاً ايضاً "ان ايفري سفير اسرائيل له نفوذ أكبر في الكونغرس". وقال كتساف انه طالب باول بأن يكون متشدداً مع لبنان وسورية والصليب الأحمر لضمان اطلاق سراح الجنود الاسرائيليين في لبنان. وكان الرئيس الفلسطيني أمس في بروكسيل حيث ابلغ مجلس الشيوخ البلجيكي ان مسؤولين اسرائيليين رفيعي المستوى يعدون لشن "حرب جديدة لشل السلطة الفلسطينية". وأوضح انه تلقى رسالة "مفادها ان حكومة شارون تبنت مبدأ حرب جديدة ضد الشعب الفلسطيني". وأضاف ان "هدف الجيش الاسرائيلي من الدعوة الى هدنة هو في الواقع حشد تأييد الاسرائيليين لشن حرب يستخدم فيها كل الأسلحة المتاحة لشل السلطة الفلسطينية". وأكدت مصادر سياسية وصحافية اسرائيلية ان شارون سيصدر تعليماته الى الجيش لشن عمليات واسعة ضد السلطة الفلسطينية فور عودته من أوروبا التي سيزور عدداً من عواصمها الاسبوع المقبل. وأضافت هذه المصادر ان شارون يسعى الى استمالة الرأي العام الأوروبي واقناعه بأن عرفات لم يتجاوب مع اعلان وقف النار، مشيرة الى أن "ضبط النفس الاسرائيلي لن يدوم طويلاً". نتانياهو وليبرمان وشارانسكي ودعا وزير البنى التحتية في الدولة العبرية أفيغدور ليبرمان من حزب "اسرائيل بيتنا" أمس الى "تفكيك السلطة الفلسطينية واقامة كانتونات" في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال في تصريح الى الاذاعة الرسمية "علينا ان ندخل الى القطاع وندمر فيه كل مخزونات الأسلحة والبنى التحتية الارهابية". وأضاف: "يجب أن ننتهي من ذلك خلال 48 ساعة ونفكك السلطة الفلسطينية"، موضحاً أن الهدف من ذلك "اقامة أربعة كانتونات مختلفة تتفاوض اسرائيل معها". وهدد وزير الاسكان ناتان شارانسكي أمس بشن حرب واسعة "إذا لم يضع عرفات حداً للعنف"، وأضاف انها "الفرصة الأخيرة" أمام الرئيس الفلسطيني "لكي يبرهن انه لا يزال قادراً على أن يكون شريكاً لكنني لا أعلق آمالاً كبيرة على هذا التحول وعلينا أن ندافع عن شعبنا". واستغل رئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو الأجواء اليمينية المعبأة ليدعو بدوره الى "حسم عسكري"، داعياً الى "تدمير السلطة الفلسطينية لأن عرفات سيوقف الارهاب عندما يشعر أنه بدأ ينهار". ورداً على هذه التهديدات طالب وزير الحكم المحلي الفلسطيني صائب عريقات العالم "بسرعة التحرك الفوري لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني فبعدما كشف الاسرائيليون عن المخطط الحقيقي لحكومة شارون لم يعد أمام العالم ما يبرر عدم إرسال قوات حماية دولية الى الشعب الفلسطيني".