إسلام آباد، كابول - "الحياة"، أ ف ب - اكد الرئيس الافغاني برهان الدين رباني وفاة وزير دفاعه وقائد القوات المناهضة لحركة "طالبان" احمد شاه مسعود، متاثراً بالجروح التي اصيب بها في هجوم انتحاري استهدفه الاحد الماضي. وأجمع المراقبون على ان غياب مسعود حدث قد يؤدي الى زعزعة استقرار المنطقة بكاملها. وعقد القادة الرئيسيون للتحالف الشمالي الافغاني المناهض ل"طالبان" اجتماعاً في معقل مسعود في وادي بنجشير امس، برئاسة رباني وفي حضور وزير الخارجية الافغاني عبدالله عبدالله والجنرال فهيم الذي عين وزيراً للدفاع خلفاً لمسعود وعدد من القادة العسكريين. واتهم رباني باكستان و"طالبان" واسامة بن لادن بتدبير العملية الانتحارية التي اودت بحياة مسعود ونفذها عربيان انتحلا صفة صحافيين. ووصف مسعود بأنه "بطل قومي" مات شهيداً في سبيل "الجهاد والمقاومة". وتوجهت مجموعة من الصحافيين من دوشانبه امس، الى وادي بنجشير لحضور مراسم الدفن. وكانت تقارير متضاربة وردت منذ الاحد الماضي عن حال قائد المعارضة الافغانية، لكن ديبلوماسياً في السفارة الافغانية في موسكو قال ان "صحة مسعود الذي ادخل الى مستشفى في الاراضي الافغانية بعد الاعتداء عليه، شهدت تدهوراً مفاجئاً في الايام الاخيرة، ودخل الجمعة في غيبوبة عميقة". واضاف ان الجروح التي اصيب بها مسعود الاحد الماضي "خطرة جداً وأدت الى هذه النتيجة المفجعة". وكانت المعارضة بدأت منذ الجمعة بالاعداد لاعلان وفاة مسعود مؤكدة ان "امل الاطباء في شفائه ضعيف". وكانت مصادر روسية وأميركية اكدت فور وقوع الاعتداء ان مسعود توفي اثناء نقله الى المستشفى، ولكن المعارضة نفت هذه الانباء. واعلنت وكالة الانباء الاسلامية الافغانية القريبة من "طالبان" خبر الوفاة اول من امس، نقلاً عن "مصادر مطلعة"، ثم تلتها وكالة الانباء الايرانية التي اعلنت الوفاة نقلاً عن "مصادر افغانية" قريبة من المعارضة. وكان الاعتداء على مسعود تم في عملية انتحارية بواسطة كاميرا مفخخة فجرها المهاجمان. وأصيب مسعود خليلي السفير الافغاني في الهند المقرب من مسعود، بجروح خطرة في الاعتداء. ومن الممكن ان يؤدي غياب مسعود الى احياء الانقسامات في صفوف المعارضة والى زعزعة الاستقرار في المنطقة ولا سيما في طاجيكستان التي تبلغ حدودها المشتركة مع افغانستان حوالى 1200 كلم. واكثر ما تخشاه دوشانبه تدفق سيل من اللاجئين الى اراضيها في حال قيام "طالبان" بشن هجوم على شمال شرقي افغانستان حيث تتمركز قوات المعارضة. وتعتبر "طالبان" ان طاجيكستان تشكل قاعدة خلفية لقوات المعارضة. ومن المؤشرات على هذا القلق الاجتماع من اجل التشاور الذي عقده الجمعة في دوشانبه ديبلوماسيون ومسؤولو اجهزة خاصة من خمس دول تدعم المعارضة هي: الهند وايران وروسيا وطاجيكستان واوزبكستان. وكان مسعود قائد تحالف قوات الشمال، المعارضة الوحيدة المسلحة لنظام "طالبان". ويسيطر التحالف على عشرة في المئة فقط من اراضي البلاد ضمنها مقاطعة واحدة من اصل 32 مقاطعة تتألف منها افغانستان. وفي اتصال مع "الحياة" في لندن امس، افاد مصدر مقرب من المعارضة الافغانية ان قاتلي مسعود مغربيان وليسا جزائريين، ويحملان جوازي سفر بلجيكيين. وأضاف ان القاتلين حصلا على تأشيرة الى باكستان صالحة لمدة سنة من السفارة الباكستانية في لندن. وأوضح المصدر نفسه، ان المغربيين سافرا من باكستان الى قندهار حيث التقيا زعيم "طالبان" ملا محمد عمر واسامة بن لادن. الى ذلك، قدم وزير الخارجية الايراني كمال خرازي امس، تعازيه الى الشعب الافغاني بوفاة مسعود الذي وصفه بأنه "رجل عظيم"، بحسبما افادت وكالة الانباء الايرانية الرسمية. وقال خرازي ان "ذكرى هذا الرجل العظيم الذي امضى حياته في الدفاع عن الشعب والارض والاستقلال لأمته الاسلامية، ستظل محفورة في ذاكرة الاجيال وفي تاريخ افغانستان". ونظمت الجاليات الافغانية في عدد من الدول الاوروبية تجمعات حداداً على مسعود، رفعت خلالها لافتات كبيرة عليها صوره.