} اصرت المعارضة الافغانية على نفي نبأ مقتل قائدها احمد شاه مسعود على رغم تأكيد ذلك من مصادر مختلفة في الدول المجاورة. واستغلت "طالبان" غياب مسعود لشن هجمات على مواقع اتباعه شمال كابول، لكنها لم تنجح في تحقيق اي تقدم. وابلغت مصادر افغانية في طهران "الحياة" انها علمت ان الحكومة الايرانية تلقت نبأ الوفاة، وثمة تحضيرات لاجتماع الدول المجاورة لافغانستان. أكدت مصادر استخباراتية أميركية واقليمية وفاة زعيم المعارضة الأفغانية الجنرال أحمد شاه مسعود في العملية الانتحارية التي تعرض لها الاحد الماضي، على يد عربيين انتحلا صفة صحافيين، غير أن مصادر المعارضة الأفغانية لا تزال تصر على أنه لا يزال على قيد الحياة ويعالج في احدى مستشفيات طاجيكستان. وقال الرئيس الأفغاني المخلوع برهان الدين رباني في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية - القسم الفارسي ان مسعود لا يزال حياً، وأنه تكلم معه شخصياً. لكن محللاً إيرانياً في الشؤون الأفغانية ويدعي باقر معين نقل عمن وصفهم بمقربين لمسعود تأكيدهم وفاته في الانفجار الذي تعرض له. وأكدت مصادر افغانية مستقلة في طهران ل"الحياة" انها علمت من مصادرها في دوشانبه ان مسعود قتل وانه تم ابلاغ الدوائر الايرانية المختصة بالأمر، لكن المعارضة تتريث في الاعلان عن ذلك. وعزا مصدر ديبلوماسي في دوشانبه عاصمة طاجيكستان تأخير إعلان المعارضة وفاة مسعود إلى خشية تعرضها لانقسامات سريعة لأنها تتكون من نسيج متنافر من العرقيات والمجموعات. ورأى مراقبون أن ما يقلق المعارضة الأفغانية مسألة خلافة مسعود وذلك لفقدان الشخصية التي يمكن أن تجتمع حولها مجموعات المعارضة المتنافرة. وكانت مصادر المعارضة ذكرت أن مسعود عين الجنرال محمد فهيم محله وهو الذي كان يشغل منصب رئيس الاستخبارات في حكومة رباني. وأعرب عدد من الدول المجاورة عن قلقه إزاء الوضع في أفغانستان. وقال الناطق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي ان بلاده "تدين بشدة وترفض هذه الاعمال التي تؤدي الى تفاقم الوضع في افغانستان"، مشيراً الى ان ايران "تتابع التطورات عن كثب في افغانستان". ودعت إيران إلى عقد اجتماع لدول وسط آسيا المجاورة لأفغانستان وكذلك الهندوإيران وروسيا لدراسة الوضع الأفغاني في دوشانبه. وعزا محللون الدعوة إلى ترتيب أوراق المعارضة ومساعدتها على تخطي عقبة رحيل مسعود، للصمود أمام عدوة هذه الدول وهي حركة "طالبان". وعلى صعيد الوضع العسكري، شنت قوات "طالبان" هجوماً على محورين على مواقع المعارضة شمال كابول في محاولة لاستغلال الوضع. وشارك الطيران الحربي التابع للحركة في المعارك التي تخللتها اشتباكات. وفيما لم يعلن شيء عن الخسائر التي لحقت بالجانبين، أكدت المعارضة وقوع قتلى وجرحى في صفوف الجانبين، وشددت على أن قواتها أحبطت هجمات "طالبان".