نفت وزارة الخارجية السودانية ما أعلنه الناطق باسم الجيش الاوغندي الجنرال كارتيريميا بأن الرئيس يويري موسيفيني طلب من نظيره السوداني عمر البشير خلال لقائهما أخيراً في كمبالا السماح للجيش الأوغندي بالتوغل داخل الحدود السودانية لتدمير معسكرات حركة "جيش الرب للمقاومة" الاوغندية، وسحقها بالتعاون مع الجيش السوداني. وأعلن البشير في كمبالا أخيراً أن حكومته اوقفت دعمها ل"جيش الرب" بزعامة جوزيف كوني، وان مجموعات من مقاتلي "الحركة" بدأوا في تسليم انفسهم للسلطات السودانية والاوغندية. لكن كوني رد بهجمات على الجيش السوداني قرب الحدود الأوغندية وأحرق قرى في منطقة الاستوائية. وأكد وزير الدولة للخارجية السوداني شول دينق بأنه كان أحد حضور لقاء البشير - موسيفيني الأخير بصفته مسؤولاً عن هذا الملف، وقال: "هذا اللقاء لم يتطرق إلى أي طلب من الرئيس الأوغندي بهذا الشكل"، ولم يتطرق إلى أي موضوع ذي صلة بما أورده الناطق باسم الجيش الأوغندي، مشيراً إلى أن بلاده اوفت التزاماتها تجاه كمبالا في ما يتعلق ب"جيش الرب"، وفق نصوص الاتفاق الموقع بين البلدين تحت رعاية "مركز جيمي كارتر" الرئيس الأميركي السابق في نيروبي عام 1999. ورأى أن العلاقات بين البلدين تسير نحو الأفضل. إلى ذلك، أنهى وفد حكومي أوغندي زيارة للخرطوم استمرت أياماً التقى خلالها مسؤولين في الحكومة ومقاتلين سابقين في حركة كوني المعارضة لكمبالا، وأبلغ الوفد مواطني بلاده في السودان أن قانون العفو العام الذي أصدرته الحكومة الأوغندية ما زال سارياً، وحضهم على العودة إلى وطنهم، ووعدهم بعدم اتخاذ أية اجراءات قانونية ضدهم. من جهة أخرى، بدأ وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية كيترو اوشيما والمبعوث الخاص للأمين العام للمنظمة الدولية للشؤون الإنسانية إلى السودان أمس زيارة للخرطوم تستمر أربعة أيام يجري خلالها محادثات مع المسؤولين في شأن عملية "شريان الحياة" التي تشرف عليها الأممالمتحدة لإغاثة المتضررين من الحرب في جنوب السودان، كما سيزور المسؤولان الدوليان مناطق تسيطر عليها "الحركة الشعبية لتحرير السودان" في جنوب السودان. ودعا وزير الدولة للخارجية شول دينق إلى نقل الاغاثة من داخل السودان، مؤكداً أن هناك قواعد جاهزة لذلك، كما طلب السماح لمراقبين سودانيين بمراقبة الاغاثة التي تنقل من كينيا، لكن المبعوث الدولي طلب مناقشة الأمر بين الخرطومونيروبي. وأفاد أنه سيجري محادثات مع المسؤولين في "الحركة الشعبية" في شأن العقبات التي تعوق العمليات الإنسانية. المبعوث الأميركي على صعيد آخر، ناقش وزير الدولة للخارجية السودانية الدكتور التجاني فضيل مع القائم بالأعمال الأميركي في الخرطوم ريمون براون التعاون بين الحكومة ومبعوث الرئيس الأميركي إلى السودان جون دانفورث الذي ينتظر أن يزور الخرطوم في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وكرر فضيل استعداد حكومته لاستقبال المبعوث الأميركي والتعاون معه في إطار مهمته. كما ناقش الطرفان تطور العلاقات بين البلدين بعد تعيين دانفورث. إلى ذلك، نفى الأمين العام للحزب الحاكم في السودان الدكتور إبراهيم أحمد عمر وجود مبادرة أميركية تجاه بلاده، وقال إن دور واشنطن حتى الآن انحصر في ارسال مبعوث. وأضاف ان الشهر الجاري سيشهد بصورة واضحة مدى جدية الولاياتالمتحدة تجاه علاقتها مع السودان من خلال موقفها من رفع العقوبات الدولية المفروضة على البلاد التي ستعرض على مجلس الأمن في 17 الشهر الجاري.