واصلت السلطات السورية امس حملة الاعتقال ضد عدد من اعضاء "لجان احياء المجتمع المدني" والنشطاء في المنتديات السياسية وعدد من الذين قدموا مداخلات في "منتدى الحوار الوطني" الذي عقد في منزل النائب المعتقل رياض سيف يوم الاربعاء الماضي. واعلنت جهات عدة امس ان السلطات اقدمت على "خطف" اعضاء "لجان احياء المجتمع المدني" وهم: الخبير الاقتصادي الدكتور عارف دليلة والدكتور وليد البني والدكتور كمال لبواني اضافة الى حبيب صالح الذي اسس منتدى ثقافياً - سياسياً في طرطوس والناشط حسن حده سعدون. وحتى مساء امس لم يكن صدر أي بيان رسمي ينفي ذلك. لكن الناطق باسم "لجان الدفاع عن حقوق الانسان" المحامي اكثم نعيسة اكد ل"الحياة" توقيف الخمسة "في اطار حملة غير معروفة الحدود لاعتقال النشطاء في الهيئات المدنية التي انشئت باستجابة عفوية بعد اطلاق الرئيس بشار الاسد لمشروعه الاصلاحي". ويتوقع ان تطال الاعتقالات آخرين بعدما اعدت احدى الجهات قائمة تشمل نحو 30 شخصاً من الذين وقعوا على بيانات متشددة او قدموا مداخلات حادة في منتدى سيف. وقالت اوساط مطلعة ل"الحياة": "ان قرار الاعتقال يعني المعتقلين أنهم اغلقوا جميع الاحتمالات الاخرى، وهو لا يتعلق بنشاطاتهم القديمة او بتوقيعهم على بياني ال99 والألف، بل لأنهم حاولوا تحدي السلطات في الايام الاخيرة"، في اشارة الى مداخلاتهم واتفاقهم على تشكيل لجنة تنسيق عليا بين جميع المنتديات والجمعيات ساهم فيها المحامي هيثم المالح، والدكتور عبدالرزاق عيد، والدكتور رضوان جودت زيادة، والمحامي محمد نجاتي طيارة، والصحافي ميشل كيلو، والمحامي حبيب عيسى وآخرون. واتهمت صحيفة "البعث" الناطقة باسم الحزب الحاكم هؤلاء بالنيل من "مسلمات البلاد مثل الوحدة الوطنية واحترام الدستور والقانون والمكتسبات العامة لأوساط الجماهير الواسعة الالتزام بالقضايا القومية في مواجهة المشروع الصهيوني، وغير ذلك من المنطلقات التي أضحت عنوانا لسورية المعاصرة". وبعد اعتقال النائب الدمشقي محمد مأمون الحمصي في التاسع من الشهر الماضي، اوقفت السلطات رئيس "الحزب الشيوعي - المكتب السياسي" رياض الترك في بداية الاسبوع الماضي، تلاه اعتقال النائب سيف يوم الخميس لاعتقاد السلطات انه "عقد المنتدى تحدياً للدولة وحوله الى مكان للتضامن مع الترك وشمل مداخلات مخالفة للقانون". وكتبت "البعث" في افتتاحيتها امس: "لا يعلم الرأي العام في سورية وخارجها أن رفاقنا البعثيين منعوا عمليا من الكلام في بعض المنتديات عبر اللغط والتشويش والضجيج، وأنهم اضطروا لسماع جمل وتعابير لا تنم عن ثقافة وأخلاق فيها تشهير بحزبهم وبتجربة البعث وقياداته ورموزه، بل كان هناك تشهير واضح بالنظام وبالدستور وكانت هناك محاولات لإثارة النعرات المختلفة وخلق شرخ واسع في الوحدة الوطنية". لكن اشخاصاً حضروا منتدى سيف الذي القى فيه الدكتور برهان غليون محاضرة، اشاروا الى ان منظم الندوة اعطى وقتا كافياً ل"البعثيين" حيث تحدث نحو 15 شخصا عن رأي الحزب والدولة من اصل 37 مداخلة قدمت وقتذاك. وافادت الصحيفة: "كانت هناك محاولة مدروسة لنفي الرأي الآخر، رأي الحزب، أي أن بعض الأشخاص حاولوا نفي رأي ممثلي حزب يضم حوالى مليوني عضو في سورية وفي الاقطار العربية الأخرى، حزب له تاريخ مشهود بالنضال والتفاعل مع الجماهير منذ أكثر من نصف قرن". وختمت محذرة: "الذين يسيئون إلى حرية التعبير فإن اساءتهم موجهة إلى الوطن بكامله، والوطن يعرف كيف يدافع عن نفسه". انتهى